في الذكرى الثانية لـ"الربيع العربي".. "هاآرتس" تنشر خريطة تفاعلية لدول الثورات
"مع اقتراب الذكرى الثانية لاندلاع الربيع العربي، أصبح يبدو، من وجهة نظر إسرائيل، أن القراءة الأولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كانت أقرب إلى الصواب من القراءة الأولية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فيوما بعد يوم يتضح أن الحماس الشديد الذي صاحب انطلاق الربيع العربي من قبل دول الغرب كان واهيا، وتتضح الفجوة بين الآمال والواقع"، بهذه العبارات بدأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تقريرها عن الذكرى الثانية لاندلاع ثورات الربيع العربي.
الصحيفة الإسرائيلية لم تكتف بالتقارير التي نشرتها عن كل ثورة من ثورات الربيع العربي، والتي تصدرها عنوان "الدولة التي أطلقت موجة الثورات"، حيث أنشأت "هاآرتس" خريطة تفاعلية للعالم، حددت عليها الدول التي خرجت فيها مظاهرات واندلعت فيها أعمال شغب في محاولة لتغيير الواقع وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية التي حكمتها.
ولتمييز الدول التي اندلعت بها ثورات عن الأخرى التي خرجت فيها مظاهرات حاشدة وأعمال عنف فقط، لوَّنت الصحيفة الدول التي اندلعت فيها ثورات باللون البرتقالي، في حين كان اللون البني من نصيب الدول التي اندلعت فيها مظاهرات أو أعمال عنف في محاولة للتغيير.
فكرة الخريطة التفاعلية التي نفذتها الصحيفة الإسرائيلية تتركز في الضغط على اسم الدولة التي يرغب فيها الزائر، حيث تفتح نافذة أخرى تحتوي معلومات الثورة أو المظاهرات في تلك الدولة، وتحت اسم الدولة، كُتب تاريخ بدء المظاهرات أو الثورة وأسبابها، ويليها التغييرات والإنجازات التي حققتها تلك الدولة بعد عامين من انطلاقها، وإلى جانبها فيديو منقول عن موقع "يوتيوب" للفيديوهات، باللغة العربية أو الإنجليزية، يتناول أهم أحداث الثورة أو المسيرات والمظاهرات.
وبالضغط على "مصر" في الخريطة، تظهر بطاقة المعلومات الخاصة بها، والتي جاءت كالتالي: "تاريخ البدء: بدأت المظاهرات في 25 يناير من عام 2011، احتجاجا على التعذيب والقمع وضد نظام الرئيس حسني مبارك".
وتحت بند الإنجازات والتغييرات التي حققتها، كُتب: "تنحي الرئيس مبارك في 11 فبراير 2011، وبعدها بفترة حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي يونيو 2012 تولى الحكم الرئيس الجديد محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين".
ونقلت الصحيفة في خريطتها فيديو عن قناة "الجزيرة"، يُظهر الاشتباكات وأعمال الشغب والعنف التي اندلعت بين قوات الأمن والمتظاهرين في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011.
والأمر نفسه بالنسبة لـ "اليمن وليبيا وتونس وسوريا"، الذين اتخذوا اللون البرتقالي في الخريطة كدليل على قيام ثورة بها، أما "الأردن والجزائر والمغرب والبحرين"، فقد اتخذوا اللون البني كدليل على قيام مظاهرات وأعمال شغب وعنف لم تتطور إلى حد اندلاع شرارة الثورة.
ويشير تقرير الصحيفة عن مصر إلى أنه ربما تكون فعلا قد أُجريت انتخابات حرة في مصر، إلا أن هناك شك في احتمال أن تجرى الانتخابات المقبلة في ظروف مشابهة، حيث أنه "بعيدا عن عدم الاستقرار الذي يسيطر على مصر حاليا، هناك حالة من الأزمة الاقتصادية وتزايد قوة الإسلاميين فيها".
وتتابع هاآرتس، في تقريرها الذي نُشر أمس، أنه "لا عجب أن يتساءل الجميع عن الأمل الذي ظهر في الاسم الأصلي الذي أطلقه الجميع على الأزمة، وهو الربيع العربي. فمن وجهة النظر الإسرائيلية، سيكون من الصعب إقامة اتفاقيات سلام مع الأنظمة الإسلامية، والتي تعتمد أساسا على الرأي العام المحلي، والذي يحتقر إسرائيل في أغلبيته".
وأعادت الصحيفة الإسرائيلية نشر تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها في 31 يناير من عام 2011، حيث قال حينها إن إسرائيل هي جزيرة الاستقرار في المنطقة، وأعرب عن مخاوفه من صعود الأنظمة الإسلامية المتطرفة في الدول العربية، وعلى الأخص في مصر.
وتشير الصحيفة إلى أن ما يحدث في مصر، وخصوصا أفعال الرئيس مرسي التي قام بها في الفترة الأخيرة، ومنها محاولة تعزيز صلاحياته وتحصين قرارته، يؤكدون أن وجهة نظر نتنياهو كانت الأقرب والأبعد نظرا حينها.
وتناول تقرير الصحيفة الإسرائيلية كل دولة من دول ما يطلق عليه اسم "الربيع العربي"، حيث كان لـ "سوريا" النصيب الأكبر من التقرير، حيث بدأت بأسباب اندلاع الثورة وصولا إلى الحرب الأهلية التي تجري حاليا بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.