زوجتي العزيزة تؤمن بالخرافات
الايمان بالخرافات
ما زالت زوجتي رغم تعليمها الراقي تؤمن بالخرافات، فهي من الناس التي تتفاءل وتتشاءم من أقل شيء، على سبيل المثال حينما يصادفها قط أسود في الصباح، وهي في طريقها للعمل تظل متوجسة شرا طوال اليوم وتشعر أن هناك شيئا خطيرا سوف يحدث، وتظل متوترة طوال اليوم، كل شيء تراه ويحدث لها تفسره من وجهة نظرها الضيقة، رغم أنه لا طيرة أو تطير، والتطير ورد تفسيره أنه الظن السيئ الكائن في القلب، أما الطيرة فهي مرادف التشاؤم الذي نهانا عنه الرسول الكريم.
أذكر أنه أثناء استعدادنا للإجازة السنوية التي نأخذها أنا وهي، ونسافر إلى إحدى المدن الساحلية للترفيه والبعد عن زحام المدينة، حدث أن تعطلت السيارة بنا ونحن في أول الطريق، عندها تغيرت ملامح زوجتي، والفزع يقطر من حركاتها المتوترة المتشنجة وتنصحني بضرورة العودة للبيت، حيث إنها اعتبرت تعطل السيارة فأل شؤم علينا، ثم أصرت على العودة رغم اقتراحي عليها بالسفر بالقطار، لكنها بحسها التشاؤمي ضيعت علينا فرصة الاستمتاع بالإجازة، وحكمت علينا بالالتزام بالبيت، وفي اليوم التالي وجدتها تستغيث بحماتي إذ أنها حلمت أنها تغرق، لذلك كرهت الذهاب إلى أي مدينة ساحلية رغم أن زوجتي تعرف السباحة جيدا.
لما فاض بي الكيل، أخذت أولادي وقررت السفر لقضاء بقية الإجازة في أي مكان يختارونه، كانت قلقة جدا ومرتابة وهي تحاول إقناعي بعدم السفر، نصحتها بأن تترك التشاؤم وتتوكل على الله وتمارس حياتها دون تحليل تلك العلامات التي تعتبرها مهمة جدا في حياتها، أعترف أن استمتاعي بالإجازة كان ناقصا بسبب عدم وجودها معنا، لذلك اضطررت لمهاتفتها والتحايل عليها لترك القوقعة، أقصد المنزل واللحاق بنا في الإسكندرية التي تتميز بالطقس البديع في الشتاء، والهدوء النسبي وعدم مزاحمة المصطافين فيها، ما زلت أنتظرها.