نائبة قناوية: الصعايدة هما اللى انتخبونى
سحر صدقى
قالت سحر صدقى، النائبة البرلمانية عن دائرة مركز أبوتشت فى محافظة قنا، إن «المرأة الصعيدية» ما زالت مهمشة من الدولة سياسياً واقتصادياً وصحياً، مشيرة إلى أنها ترى أن المرأة فى الصعيد لم تعد «ست البيت» فقط، بل لها دورها الكبير فى الزراعة والفلاحة والتربية والعمل السياسى، ومؤخراً أخذت تشق طريقها لمحاربة الأفكار القبلية التى تقيدها، وتتمرد على المجتمع الذكورى هناك، وتصبح أكثر فاعلية، خاصة أن «كلمتها ما تنزلش الأرض».
وأضافت «سحر»، فى حوار لـ«الوطن»، أنها وجدت مساندة كبيرة من الرجال فى دائرتها خلال الانتخابات، وكان لهم دور فى نجاحها، لافتة إلى أن هناك تقبلاً كبيراً لتمثيل المرأة فى البرلمان، مثل أن هناك سيدة برلمانية فى محافظة أسوان نجحت مستقلة، وكان أمامها عدد كبير من الرجال ينافسونها فى الانتخابات، وذلك بداية لكسر النظرة المجتمعية للمرأة، منوهة بأن نسبة مشاركة المرأة الصعيدية فى الانتخابات كبيرة فى المناطق الحضرية، ولكنها متدنية فى «المناطق القبلية» تكاد أن تكون «صفراً»، مشيرة إلى أنه سيتم العمل فى المرحلة المقبلة على توعية المرأة فى الصعيد سياسياً ومشاركتها فى الحياة السياسية بدعمها فى انتخابات المحليات المقبلة، وكذلك فى المجال الصحى بتكثيف القوافل الطبية وتشغيل الوحدات الصحية وتجهيزها لتقديم رعاية صحية متكاملة.
سحر صدقى لـ«الوطن»: «المرأة الصعيدية» ما زالت مهمشة من الدولة سياسياً واقتصادياً وصحياً
■ كيف ترين دور المرأة الصعيدية فى المجتمع حالياً؟
- إن المرأة الصعيدية فى المجتمع المصرى ما زال دورها محدوداً لعدة أسباب منها العادات والتقاليد التى تسيطر عليها و«القبلية» التى تعيش فيها، خاصة أن المجتمع الصعيدى يرى أنها لا تصلح لكافة الأعمال، ومنها العمل السياسى، وتلك الأفكار توارثناها، لكن على الرغم من ذلك فإن المرأة الصعيدية تؤمن بدورها فى العمل، وأن دورها لا يقتصر على أنها «ست البيت» فهى التى تعمل فى الزراعة والفلاحة، فى حال غياب الرجل، وهى صاحبة القرار الرئيسى فى المنزل، بمعنى أن «كلمتها ما تنزلش الأرض»، كدليل على حكمتها وقدرتها على قيادة الأمور، وأنه فى الآونة الأخيرة بدأت تتحرر من قيودها، وتصبح أكثر فاعلية تجاه المجتمع، ومثال على ذلك أنها أصبحت تبحث عن العمل دون الاعتبار للنظرة القبلية.
■ هل ترين أن المرأة فى الصعيد مهمشة سياسياً؟
- بالتأكيد، المرأة فى الصعيد مهمشة سياسياً وذلك لعدة أسباب أهمها نظرة «المجتمع القبلى» لها، وأن العمل السياسى يحتاج لقيادات من الرجال حتى يتمكنوا من حل المشاكل، ويقع هذا تحت بند «القبلية»، ما منعها من المشاركة فى الحياة السياسية حتى وصلت إلى «الكوتة» فى برلمان 2010، وأيضاً لعدم اهتمام الدولة بتنميتها تعليمياً، رغم أنها لا تقل عن الرجل فى اتخاذ القرارات، وإلى الآن ما زالت مهمشة، والدليل على ذلك أننى «النائبة الوحيدة» عن 3 محافظات هى «قنا» و«الأقصر» و«البحر الأحمر»، وجميعها فى «قائمة حب مصر»، على الرغم من وجود مرشحات كثيرات فى الانتخابات الأخيرة فى النظام الفردى، ولكنهن لم يفلحن لعدة ظروف كلنا نعرفها منها العادات والتقاليد، وعدم وجود مساندة قوية من الدولة، والنظرة المتدنية للمجتمع الصعيدى بصفة عامة رغم أنه يمكنها أن تفعل ما لا يفعله نواب رجال فى تقديم الخدمات.
امرأة الجنوب حكيمة وقادرة على قيادة الأمور رغم العوائق.. لكنها ما زالت تعانى من العادات والتقاليد القبلية
■ هل زوجك ساعدك فى الوصول إلى الحياة السياسية ومنها إلى البرلمان؟
- أستطيع أن أُؤكد أنه إذا كانوا يقولون إن «وراء كل رجل عظيم امرأة»، فإننى أقول «وراء كل امرأة عظيمة ومرموقة رجل أعظم»، فزوجى له الفضل علىّ، فدوماً ما يدفعنى إلى الأمام، رغم وجود عادات وتقاليد ما زالت تسيطر مثل «سفر المرأة وحدها» لحضور المؤتمرات، فكان دوماً ما يمنحنى الثقة، والمرأة فى الصعيد تحتاج ثقة من الرجال، حتى نقضى على النظرات القبلية لها بأنها لا تستطيع الخروج لوحدها، بدليل أنه إذا منحها الحرية فلينظر ماذا ستفعل مع الحفاظ على عاداتها وتقاليدها المتعارف عليها والتى تتوافق مع ديننا، وعلى الرجل فى الصعيد أن يؤمن أنهما فى سفينة واحدة كل منهما له دور.
■ هل الرجال من أبناء دائرتك كان لهم دور فى نجاحك ومساندتك.. أم كان للقبلية فى مركز أبوتشت دور أكبر؟
- وجدت منهم مساندة كبيرة فى الانتخابات الأخيرة وكان لهم دور كبير فى نجاحى، كما أننى شعرت لأول مرة فى الانتخابات أننى ابنة 3 قبائل فى مركز أبوتشت، وهى «السماعنة» و«القليعات» و«الوشاشات»، وحصلت قائمتى فى الانتخابات على أعلى الأصوات، ولكننى كنت لا أحبذ الترشح فردياً، نظراً للعادات والتقاليد والنظرة الصعيدية للمرأة سياسياً.
وراء كل رجل عظيم امرأة.. ووراء كل امرأة عظيمة ومرموقة رجل أعظم.. وكل ما نحتاجه «مزيد من الثقة»
■ هل أصبح الرجال فى الصعيد لديهم تقبل أن تمثلهم امرأة فى البرلمان؟
- نعم، بدليل أن هناك سيدة برلمانية فى محافظة أسوان نجحت مستقلة، وكان أمامها عدد كبير من الرجال ينافسونها فى الانتخابات، وذلك بداية لكسر النظرة المجتمعية للمرأة، وكذلك على مدى قدرتها فى تقديم الخدمات للمواطنين، لكى نثبت للجميع أننا نملك كافة مقومات الرجل فى تحمل المشاكل.
■ ما رؤيتك فى تنمية المرأة الصعيدية؟
- سنعمل المرحلة المقبلة على توعية المرأة فى الصعيد سياسياً، ودعم مشاركتها فى الحياة السياسية خاصة مع اقتراب «انتخابات المحليات»، وكذلك فى المجال الصحى بتكثيف القوافل الطبية وتشغيل الوحدات الصحية وتجهيزها لتقديم رعاية صحية متكاملة.
مهمشة سياسياً
على العكس، فالمرأة فى الصعيد فى الآونة الأخيرة شاركت فى التصويت على الدستور، وفى انتخابات الرئاسة، وآخرها انتخابات مجلس النواب، وكانت نسبة مشاركتها أكبر من الرجال، خاصة فى المناطق الحضرية، أما فى «المناطق القبلية» فى عدد من القرى فتكاد أن تكون «صفراً» لأسباب نعرفها جيداً، ولكن المرأة فى الصعيد مهمشة صحياً، لعدم وجود ندوات توعية بصحتها، كما أن الوحدات الصحية المنتشرة فى ربوع المحافظة والصعيد فى كافة القرى لا تقوم بدورها فى تقديم الخدمات، وتوجد هناك وحدات «خاوية على عروشها»، أما تعليمياً فهى بدأت تحصل على كافة فرصها بداية من «الابتدائى» حتى «الجامعى».