سياسي مغربي: تصنيف "حزب الله" إرهابيا يضعه على نفس المسافة مع "داعش"
حسن نصرالله
لم يكن لتصنيف "حزب الله" تنظيما إرهابيا من طرف مجلس التعاون الخليجي، وبمباركة وزراء الداخلية العرب، أن يمر دون أن يخلف الكثير من الجدل والارتباك.
واعتبر عبدالرحيم منار السليمي رئيس مركز الدراسات الأمنية وتحليل السياسات، في تصريحه لـ"الوطن"، أن تصنيف "حزب الله" تنظيما إرهابيا سيكون له تأثيرات كثيرة على الأرض، وهو يدخل مرة أخرى، في إطار الحرب المفتوحة بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وأشار السليمي، إلى أن هذا القرار يأتي في ظرف إقليمي دقيق تعيش فيه دول المنطقة مجموعة من الأزمات ذات التداعيات الكثيرة خاصة فيما يتعلق بملف سوريا واليمن.
واعتبر رئيس مركز الدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أن القرار يأتي في وقت بدأت فيه السياسة الخارجية السعودية إستراتيجية جديدة مبنية على الضغط والمواجهة المباشرة مع إيران. وهو قرار يأتي في إطار الاستعداد السعودي التركي للقيام بعملية عسكرية برية على الأراضي السورية، وأضاف أن حزب الله سيكون ضمن التنظيمات الإرهابية التي ستشملها هذه الضربات، بما أن الهدف منها هو محاربة الإرهاب، ويصبح "حزب الله" و"داعش" في نفس الخانة، وعلى نفس المسافة من هذا التدخل المتوقع.
وأوضح أن قرار تصنيف "حزب الله" تنظيما إرهابيا، يكون قد تجاوز بذلك النقاش السابق من أجل الضغط على دول الاتحاد الأوروبي من أجل أن يضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب.
وعن استنكار "حزب الله" لقرار تصنيفه إرهابيا، أكد السليمي أن أيديولوجية الحزب وعقيدته هي موجودة في إيران. وقد تدخل حزب الله منذ سنوات في مواجهة مع دول الخليج التي كانت لها دائما علاقات متوترة معه. أكثر من ذلك فأن دول الخليج تعتبر حزب الله مسؤولا عن زعزعة الأمن في هذه المناطق حيث حاول استنتساخ نماذج له سواء في البحرين أو الكويت أو السعودية.
أما عن الإجراءات الواقعية التي سيتم اتخاذها بعد هذا القرار، فيرى السليمي أن العقوبات الاقتصادية على حزب الله بدأت بطريقة غير مباشرة على لبنان، من خلال وقف السعودية مساعدات إلى الجيش وقوى الأمن اللبنانية بقيمة أكثر من ثلاثة مليارات دولار، وأتبع هذا الموقف بطلب دول خليجية من رعاياها مغادرة لبنان وعدم زيارته، وربما ستلجأ السعودية ودول الخليج أيضا إلى تسريح اللبنانيين المؤيدين لحزب الله من الخليج. وكل هذه الإجراءات ستدفع أيضا بالكثير من رجال الأعمال سواء العرب أو اللبنانيين الذين كانوا يدعمون حزب الله، إلى التراجع عن ذلك، حسب تعبير السليمي.
وفي أول رد فعل لإحدى الهيئات المغربية على قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وتأييد المغرب لذلك، خرج المؤتمر القومي الإسلامي ببلاغ يصف فيه هذا القرار بـ"الصادم بكل المقاييس"، معتبرا أنه "يخدم في النهاية المشروع الصهيوني الذي رحب قادته بهذا القرار بحرارة واعتبروه نصرا للكيان الإرهابي العنصري.
وقال المؤتمر القومي الإسلامي، في بلاغ له: "أيا كانت الخلافات بين مكوناته حول بعض القضايا، انطلقنا وننطلق دائما من ثوابت لا يمكن أن نقبل المساس بها، وعلى رأس هذه الثوابت دعم المقاومة وتبني ثقافة المقاومة، ورفض أي مساس بفصائل المقاومة العربية والإسلامية والتي يعتبر حزب الله مكونا أساسيا من مكوناتها".
وأكد المؤتمر، أن "حزب الله" كان ولازال وسيبقى عضوا مميزا في المؤتمر القومي - الإسلامي، ومساهما أساسيا في تحقيق أهداف المؤتمر، وخاصة إطلاق ورعاية الحوار بين كافة مكونات الأمة، والتشبث بخيار المقاومة ضد المشروع الصهيوني والقائمين عليه.
واعتبر بلاغ المؤتمر، أن أي محاولة للمس بحزب الله، "تشكل مسا مباشرا بالمقاومة وخدمة مباشرة لأعداء الأمة، بل واعتداء على فلسطين، أرضا وشعبا ومقدسات، وعاملا من عوامل التوتر والفتنة، في الوقت الذي نحن فيه أحوج ما نكون إلى الالتحام والحوار ونبذ الحروب والفتن الطائفية والعرقية والمذهبية"، على حد تعبير البلاغ.
ودعا إلى الحوار مهما كانت الخلافات، والى إيجاد الوسائل لتجاوز كافة الصراعات على الأرض العربية، "والسبل الكفيلة بعودة فلسطين إلى صدارة اهتماماتنا وإلى أولوية أولوياتنا باعتبارها البوصلة وباعتبار عدو الأمة الأساس هو الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني والقائمين عليه".