مغامرة فى عرين الفأر
صورة أرشيفية
لكل حيوان بيت، الحصان بيته الإسطبل، والعصفور بيته العش، الدجاج والديوك تسكن الحظيرة، والأسد بيته هو العرين، فكيف يكون فى ذات الوقت بيتاً للفأر وهو يسكن الجحر؟
كما أنقذ الفأر الأسد ذات يوم من شبكة الصياد، الفأر بطل قصتنا أنقذ الساحر العجوز من لص اقتحم منزله وقيده بحبل لسرقة خاتمه السحرى، كان اللص يفتش بكل مكان بالكوخ الصغير يبحث عن الخاتم فتسلل الفأر وقرض الحبل وأمسك الساحر باللص، وبينما الساحر يشكر الفأر الصغير لمعروفه، سمع الفأر مواء القط ففر هارباً بسرعة، أشفق الساحر على الفأر المسكين وبحث عنه حتى وجده دعاه لوليمة من الجبن الشهى بكوخه، ووعده أن يحل مشكلته الأبدية مع القط، نام الفأر وفى الصباح كانت المفاجأة. صار الفأر قطاً! حوّله الساحر بقوة خاتمه السحرى لقط حتى يعيش بأمان، فرح القط الذى كان فأراً، وبينما يسير فى الغابة لمح القط الشرس، شعر بنفس الخوف وركض حتى وصل لكوخ الساحر، ولأنه خشى أن يعترف بخوفه من القط، أخبره أن الكلب الكبير هاجمه، نام القط وفى الصباح كانت المفاجأة الثانية، حوّله الساحر بقوة خاتمه ليصير كلباً ضخماً. خرج الكلب للغابة يسبقه نباحه العالى ومن بعيد لمح القط الشرس، جرى القط خوفاً منه وفى ذات الوقت شعر الكلب بنفس الخوف القديم من القط، فانطلق عائداً لكوخ الساحر وبالطبع لم يستطع أن يخبره بأنه لا يزال يخاف القط، فكذب قائلاً: التقيت الأسد الجبار كان ينظر إلىَّ بغضب ويقترب، ابتسم الساحر قائلاً للكلب فى حنان: ما دمت معى أنت فى أمان، غداً تصبح أنت الملك وتسكن العرين.
أشرقت شمس اليوم التالى، وانطلق صوت الزئير بدلاً من النباح، تحول الكلب الذى كان فأراً إلى أسد قوى يسكن عريناً حصيناً، سار الأسد فى الغابة بمنتهى الثقة والفرح، وفى الطريق لمح القط الشرس وراء الشجرة، وكالعادة شعر بالخوف وانطلق يجرى بسرعة حتى وصل للعرين ولم يدر أن القط كان يتبعه ودخل وراءه، دارت بينهما معركة وفى اللحظة الحاسمة وصل الساحر للعرين واندهش حين لمح الخوف فى عينى الأسد من القط، فقال له: مهما تحولت يسكنك قلب فأر صغير يخشى وسيظل يخشى القط، الخوف بداخلك أنت ولن تهزمه، ثم ضحك قائلاً: ربما هى المرة الأولى والأخيرة التى يسكن الفأر فيها عريناً!