«مكية» تعمل فى «نبش الزبالة»: أشتغل فيها آه.. آكل منها «لا»
«مكية» تعيش على عملها فى «الزبالة»
منذ السادسة صباحاً، وحتى السابعة مساءً، لم تتوقف «مكية» عن فرز القمامة بمنطقة ساقية مكى بالجيزة، تجمعها فى 3 أجولة بيضاء اللون، تنقلها من كوم قمامة إلى آخر، حتى تملأ الجوال عن آخره بنوع معين من القمامة، العلب الكرتونية والبلاستيك تبيعها للتجار، وبواقى الطعام والملابس لتوزيعها على بعض الأسر الفقيرة بمقابل مادى محدود.
زوجها قعيد.. و«زيارة بيت الله» أمنيتها الوحيدة
على حالها منذ 26 عاماً، تعمل الست مكية محمد فى «نبش الزبالة»، تخرج من منزلها يومياً بشارع المدبح بالجيزة، باحثة عن صناديق وأكوام القمامة، لتبدأ رحلة البحث عن رزقها وسط عدد من الكلاب والقطط التى تشاركها فى البحث عن طعام وسط القمامة، «قمت بتربية 7 عيال من النبش فى الزبالة، وجوّزت منهم 5 بنات وسترتهم»، أكثر ما يؤرق السيدة الخمسينية ركبتاها اللتان تؤلمانها بشدة بسبب المشى كثيراً: «رجلى هى اللى مأثرة عليا، بمشى وبقعد بصعوبة، ولو اتحاملت عليها شوية تطقطق، من كتر المشى عليها 13 ساعة فى اليوم، وبرجع بيتى مش قبل 10 بالليل، عشان بعد ما بخلص جمع وفرز، بعدى على تجار البلاستيك والكراتين والناس الغلابة عشان أبيع اللى جمعته».
تبدو على وجهها كل علامات الرضا، تردد بين الكلمة والأخرى «الحمد لله»، المبلغ المتفاوت الذى تجمعه فى نهاية كل يوم يكفيها لإعالة أسرتها، «جوزى عنده شلل فى رجله من سنين، وأنا اللى بصرف على البيت، وعندى دلوقتى ولدين بجرى عليهم، وأنا لا معايا معاش ولا دخل ثابت، وعايشة على باب الله، وآدينى عايشة ومستورة الحمد لله»، لم تقدم يوماً على الاحتفاظ بشىء مما جمعته فى منزلها، «اللى ييجى من الزبالة بتاجر فيه، أبيعه حسب جودته ونوع الحاجة، لكن عمرى ما أستعمل أو أقدمه لولادى أو بيتى»، مكسبها فى الجوال يتراوح من 5 إلى 10 جنيهات، لا يؤرق بال مكية سوى رزق أسرتها، ولا تنتظر أمنية أو حلماً سوى «زيارة بيت الله»، حسب قولها، «نفسى أعمل حجة أو عمرة، غير كده أنا راضية والحمد لله».