«أم سيد»: 26 عاماً على نصبة شاى.. «الأسود يليق بك»
«أم سيد» داخل الكشك الخوص
خوص مثبت على الأرض بمجموعة من الحجارة، يحمى «أم سيد» من حرارة الشمس فى الصيف، وبرودة وأمطار الشتاء، تجلس داخله منذ 26 عاماً بالقرب من محطة سكك حديد دهشور، تحتمى بداخله، وتتكسب منه ببيع الشاى على الطريق السريع، سنوات طوال تجلس الجلسة نفسها، عمرها كان 28 سنة، كانت شابة تعيش مع زوجها وأربعة أطفال، توفى الزوج وترك ألماً كبيراً، ولوناً أسود لا يتبدل، وحزناً واضحاً لا يتغير.
أصبحت «أم سيد» هى الأب والأم، تلبس الأسود منذ شبابها، تتظاهر بالقوة، ولكن سرعان ما تفضحها دموعها، تتذكر الأيام الصعبة، وكيف عافرت وصبرت حتى ربت أبناءها الأربعة، زوجت البنات، وكبر الولدان، وأصبحا شابين، تنهمر دموعها وهى تقول: «الحمدلله قضيت رسالتى معاهم». تتمنى أن تجرى عملية فى عينيها، بسبب وجود مياه زائدة عليها.
«زمان الناس ما صدقتش إنى أربيهم، أنا تعبت جامد»، تقولها «أم سيد»، التى تنزل يومياً منذ السادسة فجراً، تبيع الشاى حتى الخامسة مساء، على الرغم من الدموع القريبة منها، وضعفها، فإنها تضحك من أقل كلمة، وكأنها تبحث عن أى ضحكة.