رئيس تحرير جريدة «القاهرة»: استخدام العنف ضد الإعلاميين عودة لعصور الاستبداد السياسى
استنكر الكاتب الصحفى صلاح عيسى ما تعرض له الإعلام من هجمات شرسة قامت بها مؤخراً قيادات بعض تيارات الإسلام السياسى، مما تسبب فى تعدى أنصارهم على بعض الإعلاميين فى القنوات الفضائية والصحفيين باعتداءات وحشية من ضرب وسحل وتعدٍ بالآلات الحادة والمطاوى، حتى انتهى الأمر إلى إطلاق الرصاص على البعض منهم. وقال عيسى إن الإخوان المسلمين فشلوا فى إقناع المجتمع والرأى العام بوجهات نظرهم، مؤكداً أن الصحافة على مدار تاريخ الحكم الاستبدادى صمدت ولم تركع.
وإلى نص الحوار..
* لماذا هذه الهجمة الشرسة من التيارات الإسلامية على الإعلام لدرجة الاعتداء على الصحفيين وإطلاق النار عليهم؟
- توقعت هذه الهجمات خاصة فى الفترات الأخيرة بعد أن شعرت قيادات التيار الإسلامى والمتحدثون بلسانه بالعجز وعدم قدرتهم على إقناع الجماهير والرأى العام بأفكارهم، وتبرير الأخطاء السياسية التى ارتكبتها الحكومة الحالية، ولذلك لجأوا إلى طريقة أخرى لمواجهة الانتقادات التى يتعرضون لها بالعنف والترهيب؛ على أمل أن ينجحوا فى تراجع منتقدى سياساتهم.
* وهل هذه الانتقادات مبرر يدفعهم لإعلان الحرب على الإعلام؟
- طبعاً لأنه كشف سطحية فكر التيار الإسلامى وكشف أيضاً عدم خبرتهم فى إدارة البلاد، وآخر هذه الأخطاء الفادحة الإعلان الدستورى والجمعية التأسيسية وتشكيلها «الفاشستى» وسلق الدستور فى 48 ساعة، وعجز فصائل التيار الإسلامى عن إقناع الرأى العام والجماهير بأنهم على حق لأن ليس لديهم ما يردون به على الإعلام بالطرق المهنية والقانونية بعيداً عن العنف.
* هل ترى أن هناك تناقضاً بين استخدام أنصار التيار الإسلامى للعنف لوقف الانتقادات ضد قياداتهم وبين تعاليم الإسلام السمحة؟
- هذا ثالثة الأثافى أن تصدر هذه التعليمات والتصرفات عن رجال دين ودعاة المفترض أنهم يدعون للالتزام الدينى وتعاليم الإسلام السمحة التى تنبذ العنف، ولذلك فأنا أرى أن التهديدات والاعتداءات المستمرة والمتكررة على الإعلاميين نتيجة الانفعال الزائد الذى أخرج المتحدثين من التيار الإسلامى عن شعورهم وعجزهم عن توصيل أى فكر مقنع.
* ولكن هل تصل هذه التهديدات إلى مطالبة رئيس الجمهورية بغلق الصحف والقنوات الفضائية المعارضة أو اعتقال مقدمى البرامج؟
- أقولها صراحة إن الإعلام بكافة مجالاته ووسائله يواجه جماعة الإخوان المسلمين التى تحاول بأسلوب «الفاشستية «أن تسيطر عليه وتوجهه لخدمة أهدافها وفى حالة عدم الاستجابة لتوجيهاتها تستخدم الترويع والترهيب وهى أساليب معادية للحريات وللصحافة.
* البعض يقول إن مقدمى البرامج والقيادات الصحفية يسخرون من الدين ورجاله؟
- إقحام الدين فى الخلافات السياسية غير مقبول، والاعتداء على الإعلاميين بحجة الدفاع عن الدين ذريعة مكشوفة؛ لأن الدستور المصرى والقانون لا يسمح على الإطلاق بأن يطعن أحد فى الأديان، ومن يملك دليلاً لإعلاميين يسيئون للأديان عليه أن يتقدم بها إلى النائب العام لأننا ممن المفترض أننا نعيش فى دولة قانون.
* وهل تتوقع أن تنجح هذه التهديدات والاعتداءات فى التأثير على الإعلاميين مهنياً؟
- الصحافة والإعلام بصفة عامة أقوى من أى تهديد، والتاريخ السياسى يشهد لنا بذلك فقد تعرض الصحفيون فى الحقب التاريخية الاستبدادية المتعاقبة للضرب والاعتقالات والقتل والاغتيالات، ورغم ذلك صمدت الصحافة.
* فى رأيك كيف نعيد الثقة بين تيارات الإسلام السياسى والإعلام؟
- لا بد أن يعلم أعضاء التيارات والأحزاب الإسلامية أنه لولا الإعلام والصحافة لما ظهروا على الساحة السياسية ولما تعرف عليهم الشعب، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشيخ حازم أبوإسماعيل أثناء ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية أتيحت له الفرصة كاملة لعرض برامجه الانتخابية على جميع الفضائيات، والدفاع عن الاتهامات التى وجهها له المنافسون بكل حيادية وليس من المعقول أن يأتى الآن ويعلن الجهاد ضد الإعلام بحجة تطهيره من الفساد.