«تقاوى بنى سويف»: المكتب غرفتان.. والراتب 90 جنيهاً
موظفو «تقاوى بنى سويف» يشكون وضعهم لـ«الوطن»
المهنة موظف حكومة، والعنوان سلالم أحد العقارات، والراتب بعد الخصومات لا يتجاوز 90 جنيهاً.
على طريق الفشن - بنى سويف الزراعى، يجلس عشرات العاملين تحت بند عقود يومية مؤقتة فى قسم التقاوى التابع للإدارة المركزية فى وزارة الزراعة، أسفل أحد العقارات، يومياً من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثانية ظهراً، ومنذ 20 سنة، بعد أن فشلت غرفتا الإدارة فى استيعاب الأعداد الكبيرة، ورفضت الجمعية الزراعية استقبالهم.
الموظفون: ننتظر التعيين منذ 20 عاماً.. و«اليومية» ارتفعت بعد «ثورة يناير» إلى 5 جنيهات.. والمواعيد تضيع فرصة عمل إضافى
عماد عبدالحكم، موظف متعاقد فى قسم التقاوى الزراعية بمركز ببا جنوب بنى سويف، يقول إن «أكثر من 152 موظفاً متعاقداً يعملون فى إدارة عبارة عن غرفتين فقط، ومطلوب حضورهم فى الثامنة صباحاً والانصراف فى الثانية ظهراً، ولا نمانع فى ذلك، لكن أين المكان الذى يستوعبنا جميعاً، فأغلب العاملين من السيدات، والجميع يضطرون للجلوس فى الشارع أمام الإدارة لإثبات وجودهم يومياً».
وأشار إلى أن «الإدارة الزراعية أصدرت قراراً بنقلهم إلى الجمعية الزراعية، ولكنها لم تستطِع استيعاب هذا العدد، فكانت أن رفضت القرار، وطلبت منهم المغادرة».
وأضاف: «المشكلة لا تتوقف عند حد عدم القدرة على استيعاب عددنا فى قسم التقاوى، بل وصلت إلى أن الراتب يتراوح ما بين 80 و90 جنيهاً»، متسائلاً: «هل يعقل أن يكون راتب موظف يعمل منذ أكثر من 20 عاماً 90 جنيهاً يخصم منه الإجازات الرسمية والأعياد وأيام الجمعة والسبت».
وقال: «سمعنا وعوداً متكررة بالتعيين، ولم يتحقق منها شىء، ما دفع عدداً كبيراً منا للسفر والعمل فى منطقة شرق العوينات فى الصحراء، ولكننا فوجئنا أن العمر يتقدم بنا ولم يتم تعيين حتى الآن»، مطالباً الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل بعدما فشلنا فى التواصل مع المسئولين بالزراعة.
المفاجأة ليست فى قيمة الـ5 جنيهات يومية الموظف، لكن المفاجأة فى وصولها لتلك القيمة عقب ثورة يناير، حيث كانوا يتقاضون 3 جنيهات عن اليوم الواحد، فبعد تنظيم وقفات احتجاجية، تم رفعها إلى 5 جنيهات يومياً وخصم أيام العطلات والإجازات الرسمية، بحسب تأكيد جمال عبدالرحيم، موظف بالإدارة، الذى قال «كنا نتقاضى 3 جنيهات يومياً، وبعد ثورة 25 يناير وتنظيمنا وقفات احتجاجية زادت إلى 5 جنيهات»، مضيفاً: «مضطرون للانتظار، والحضور والانصراف فى مواعيد عملنا الرسمية، رغم كل وعود التعيين الكاذبة التى سمعناها، أملاً فى فرصة التثبيت، وزيادة الراتب بما يكفى الأسرة، وخوفاً من الفصل».
وأضاف «عبدالرحيم»: «العاملون فى قسم التقاوى يبلغ عددهم 152 موظفاً، و600 على مستوى المحافظة، وجميعهم يعانون من نفس المشكلة، عدم التثبيت»، مشيراً إلى أن عملهم هو «اعتماد التقاوى، وفحصها قبل تسليمها للمزارعين، لكن المشكلة فى عدم تسلّم المزارعين لكميات كبيرة من التقاوى المخصصة، وعلينا نحن شراؤها، أو تصريفها».
وأوضح: «وزعنا عدداً من أجولة القمح على أنفسنا وسددنا ثمنها العام الماضى، وقام البعض الآخر بطحنها بل وقام البعض الآخر ببيعها بنصف ثمنها، حتى نحافظ على عملنا بالإدارة»، مؤكداً أن «بعض زملائنا بإدارة التقاوى يحصلون على حافز مميز، ويصرفون بدل عطلات وإجازات ولا نعلم السبب».
وقال: «يطالبوننا بالحضور من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً براتب 90 جنيهاً ليقضوا على أى فرصة عمل إضافية لنا فى الخارج، ومحاولة منهم للتخلص منا بالحضور والانصراف، فكيف لرب أسرة أن يعيش بـ90 جنيهاً فى الشهر، وبعد أكثر من 20 سنة انتظاراً للتثبيت كيف لى ترك الوظيفة التى تتبع الإدارة المركزية للتقاوى فى وزارة الزراعة؟».