تلال القمامة وأكشاك المخدرات تحاصر «سوق اللبن» بالمحلة.. والقتل والبلطجة «ضيف دائم»
الأكشاك المخالفة تغزو «سوق اللبن» بالمحلة
تركت قسوة الحياة بصماتها على ملامحهم الشاحبة، وتمكنت مشكلاتهم اليومية من محاصرة أبسط أحلامهم فى حياة آدمية، ولم يعد فى جعبتهم سوى ابتسامات غير مكتملة يتغلبون بها على معاناتهم اليومية. تحولت حياة سكان منطقة سوق اللبن التابعة لحى أول مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية إلى جحيم بسبب تكرار حوادث القتل والبلطجة التى باتت منطقتهم تستيقظ على تفاصيلها يومياً، علاوة على انتشار الأكشاك المخالفة التى تتحول ليلاً إلى أوكار تؤوى مجموعات من الخارجين على القانون، يقومون من خلالها بترويج الأقراص المخدرة والحشيش ولفافات البانجو على عملائهم أمام أفراد العائلات القاطنة بالمنطقة، وسط غياب أى نوع من الرقابة، من جانب رجال الشرطة.
تعد «سوق اللبن» واحدة من أعتق المناطق السكنية بالمحافظة، إذ يمتد عمرها إلى أكثر من 1300 سنة، ويرجع تاريخها إلى عصر المماليك، ويسكنها الآن أكثر من 50 ألف نسمة، ممن عاشت عائلاتهم فيها خلال عقود، قبل أن تطالها أيدى العبث والعشوائية. ما إن تطأ قدماك المنطقة، حتى تشعر بمدى فداحة الكارثة التى يعيشون تفاصيلها يومياً، فجميع ما حولك يؤكد أن الناس هنا يعيشون ظروفاً غير آدمية، وعن تفاصيل تلك الصورة تتحدث «منى محمد» ربة منزل، مقيمة بالمنطقة، قائلة: «مش عارفين نعيش بسبب البلطجية اللى بيشيلوا الأسلحة بأيديهم ويمشوا رافعين الأسلحة البيضاء والسيوف ليل ونهار وهم مبرشمين ومش معقولة الحكومة والمسئولين مش حاسين بالآلام اللى بتطاردنا إحنا وأولادنا بسبب بيع المخدرات داخل الأكشاك». وتضيف ربة المنزل: «رحنا كتير لديوان مجلس مدينة المحلة وتقدمنا بشكاوى رسمية بسبب بلطجة أصحاب الأكشاك المخالفة وأنا وجيرانى رفعنا الشكاوى عبر الفاكسات إلى ديوان محافظة الغربية، لكن دون رد أو تحرك ينقذ أهالى المنطقة».
حسن ربيع، موظف بإدارة شرق المحلة التعليمية، لفت إلى أن شوارع المنطقة التى أصبحت تعج بتلال القمامة لا تزعج مسئولى جهاز النظافة بالحى ومجلس المدينة، ولا تُغرى شركات جمع القمامة على رفعها، وتدريجياً تفاقم المشهد. عندما نقلنا معاناة السكان إلى اللواء ناصر أنور طه، رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة الكبرى، قال لنا إنه أصدر توجيهاته إلى المهندس مسعد عبدالعزيز، رئيس حى أول المحلة، بضرورة تشكيل لجنة من قسم الإدارة والمتابعة بالتنسيق مع مسئولى ورجال جهاز النظافة التابع للحى، لبحث جميع مشكلات المنطقة والتحرك بشكل عاجل وتخصيص لودرات وسيارات لرفع أكوام القمامة وتطوير الميدان المقابل لمقابر سيدى خلف الأثرية ورفع وإزالة الأكشاك المخالفة، وذلك بالتنسيق مع المسئولين بالجهات الأمنية لتأمين أرواح المواطنين بالمنطقة ذاتها من البلطجية والخارجين على القانون. وتابع رئيس مجلس المدينة: «نقل القمامة وأعمال النظافة مسئولية رئيس الحى، ودورنا خدمة المواطن وحل مشكلاته، حسب إمكانياتنا»، لافتاً إلى أن هناك مخاطبات كثيرة بين الجهاز التنفيذى بالمدينة ومسئولى مديرية أمن الغربية سعياً لتنفيذ الكثير من قرارات إزالة الأكشاك والعمارات السكنية المخالفة والتعديات على أراضى الدولة، لكنها شبه متوقفة لعدم إتمام الدراسات الأمنية اللازمة لتنفيذها.