«ياسر» خنق ابنتيه التوأم «رانيا وأميرة» ووضعهما فى جوال ورمى الجثتين فى حلوان: «البنات ضيعونى»
الجريمة
حبه الشديد للعبة المصارعة الحرة جعله يخنق ابنتيه بذات الطريقة التى يستخدمها أسطورة المصاعة إندرتيكر الملقب بـ«الحانوتى» مع خصومه فى الحلبة، حيث أمسك البائع «ياسر» بابنتيه التوأم «رانيا وأميرة» وقبض بيديه على عنق كل منهما حتى فارقتا الحياة فى الحال داخل منزل والدهما فى منطقة حلوان.
الشرطة ضبطته بعد 24 ساعة من الجريمة والقاتل يروى التفاصيل بهدوء
5 دقائق فقط عقب الجريمة وتمكن الأب القاتل «ياسر أحمد رفاعى» 36 سنة، من وضع الجثتين فى جوالين من البلاستيك، وحملهما على التروسيكل الخاص به وتوجه إلى قطعة أرض فضاء فى عزبة غنيم وتخلص من الجثتين وفر هارباً حتى وصل إلى مقلب قمامة وأشعل النيران فى التروسيكل فى محاولة منه لإخفاء معالم الجريمة.
مشهد التخلص من جثتى الطالبتين «رانيا وأميرة» شاهده محمود بكر رفاعى، عامل فى شركة مقاولات، كان يجلس فى قطعة أرض خاصة به تبعد أمتاراً قليلة عن مكان إلقاء الجوالين، فتوجه إليهما وفتحهما ليكتشف جثتين لفتاتين داخلهما، فأسرع إلى قسم شرطة حلوان وأبلغ المقدم شريف فيصل، رئيس المباحث بالواقعة، فانتقل على رأس قوة أمنية ضمت النقباء أحمد سامى، وإسلام بكر، ومحمد حامد معاونى المباحث، وتبين من أعمال الفحص أن الجثتين لفتاتين فى العقد الثانى من العمر، وتمكن فريق البحث الجنائى، الذى أشرف عليه اللواء هشام لطفى، رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، من الكشف عن هوية الفتاتين وتبين أنهما توأم وهما طالبتان فى الصف الأول الثانوى.
24 ساعة فقط مرت على الجريمة وتمكن فريق البحث الجنائى، الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، من تحديد هوية القاتل وهو الأب الذى اعترف أمام فريق البحث الجنائى بالواقعة، وأنه تخلص من ابنتيه لسوء سلوكهما، وأنه غسل عاره بيديه بعد أن أصبحت سيرة ابنتيه حديث الجيران.
التحريات: المتهم خطط للجريمة قبل تنفيذها بـ48 ساعة وأحرق التروسيكل لإخفاء معالمها
«أنا طلقت أمهم من 12 سنة عشان مشيها بطال، وخدت بناتى أميرة ورانيا يعيشوا معايا، وكنت بوفر ليهم كل حاجة بس فوجئت إن مشيهم بطال زى أمهم» بتلك الكلمات بدأ الأب القاتل فى شرح تفاصيل الواقعة، قائلاً إنه كان يعمل ليل نهار على تروسيكل خاص به حتى يوفر لابنتيه حياة كريمة، واستمر فى توفير احتياجاتهما الشخصية رغم ظروفه الصعبة، كما أنه لم يبخل عليهما بأى نقود حتى وصلتا إلى المرحلة الثانوية، وأصبح عمرهما 15 سنة، لكن تصرفاتهما كانت سيئة، وكانتا تقضيان أغلب ساعات اليوم خارج المنزل مع الشباب، ثم تذهبان للمبيت فى منزل والدتهما فى منطقة النهضة دون إبلاغه، وتقضيان معها يومين أسبوعياً وتعودان إلى منزله فى منطقة حلوان، وكانت رحلة ذهابهما إلى والدتهما دون علمه.
عامل فى شركة مقاولات اكتشف جثتى الفتاتين فأسرع بإبلاغ قسم شرطة حلوان
«كلام الناس كان بيقتلنى، عشان كنت بسمع إنهم ماشيين على حل شعرهم، ومش لاقيين حد يربيهم» بهذه الكلمات واصل القاتل اعترافه بتفاصيل الجريمة، قائلاً إنه اتخذ قرار قتلهما قبل تنفيذ الجريمة بقرابة أسبوع، عندما وقعت عيناه على قطعة أرض فضاء فى منطقة عرب غنيم أثناء سيره بالتروسيكل الخاص به من جانبها، عندها وقف وتأكد أن المنطقة هادئة وحركة الناس فيها قليلة، وقبل يومين من الجريمة، عاد إلى ذلك المكان فى الساعة الثانية عشرة مساءً وتأكد من خلو المكان من المارة وهدوء المنطقة بشكل تام، عندها قرر تنفيذ الجريمة فاشترى جوالين من البلاستيك حصل عليهما من صاحب محل بقالة.
«فى يوم الجريمة كانت رانيا وأميرة عند أمهم فى النهضة، اتصلت بيهم وطلبت منهم الحضور للبيت عشان المدرسة» وواصل القاتل اعترافه أن ابنتيه حضرتا فى اليوم التالى من اتصاله إلى المدرسة فى منطقة حلوان، وأنه ذهب إليهما عقب انتهاء موعد الدراسة وقابلهما فى محطة مترو كوتسيكا، خشية الخروج مع الشباب، واصطحبهما إلى المنزل، وعقب دخولهما من الشقة صرخ فيهم بقوله «خلاص ما تغيروش هدوم المدرسة عشان آخرتكم قربت خلاص، لازم أستريح منكم»، وقبض على عنق كل واحدة منهما حتى فارقتا الحياة، ثم استكمل رحلة التخلص من الجثتين.
«أنا ولعت فى التروسيكل فى مقلب قمامة فى عزبة سلام عشان أضيع كل معالم الجريمة، بس فوجئت بعد يوم واحد بس من المباحث فوق دماغى»، وواصل القاتل سرد تفاصيل الجريمة أمام فريق المباحث، الذى أشرف عليه اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، قائلاً إنه ليس نادماً على جريمته وإنه تخلص من العار الذى دنس شرف العائلة، وتحرر المحضر رقم 3475 لسنة 2016، وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى المستشار هشام حمدى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة.
خطة فريق البحث الجنائى التى قادها المقدم شريف فيصل رئيس المباحث توصلت فى وقت قصير إلى هوية الطالبتين، وبعدها تكشفت الجريمة بالكامل عندما تمت مناقشة الأب الذى اعترف بتفاصيل الجريمة منذ الوهلة الأولى، بعد أن واجهته المباحث بأقوال شاهد العيان الذى تمكن من رؤيته أثناء التخلص من الجثتين، وأرشد القاتل عن مكان التروسيكل وعثر عليه متفحماً بعدما أشعل النيران فيه.
وفى تحقيقات نيابة حوادث جنوب القاهرة اعترف القاتل بتفاصيل الجريمة كاملة على مدار 5 ساعات، أمام المستشار شريف أشرف مدير النيابة، وكان يتحدث فى هدوء تام ولم تظهر عليه علامات الحزن من بشاعة الجريمة التى ارتكبها.
- الجيران يكذّبون رواية القاتل
رواية القاتل التى برر بها طريقة تنفيذ الجريمة، التى أرجعها إلى سوء سلوك ابنتيه، لم تجد تحقيقات النيابة لها أى سند أو دليل على ألسنة جيرانه، الذين قالوا إنهم فوجئوا بالجريمة عقب القبض على الأب القاتل.
كما أن رواية الأب خلت من أى دليل فنى، حيث أكد تقرير الطب الشرعى عذرية الضحيتين، وبعد أن واجهت النيابة القاتل بتلك الأدلة، اعترف بأن دافع الجريمة تأخّر ابنتيه لساعات طويلة خارج المنزل.