«على» نقّاش الأختام: اسمى «محفور» فى قلوب الأميين
«على أغا» نقاش الأختام فى قنا
ورث مهنته أباً عن جد منذ عشرات السنين، اكتسب شهرة واسعة فى المصالح الحكومية ولدى الأُميين، وبخاصة كبار السن والأرامل، وصار اسمه محفوراً فى أذهان الآلاف الذين يحملون أختاماً نحاسية فى محافظة «قنا»، و«دشنا» على وجه التحديد، لقدرته على نقش الأسماء بوضوح تام وجودة ملحوظة.
«على أغا»، من أقدم نقاشى الأختام فى «قنا»، تلك المهنة التى باتت غير مجزية ولا تفى بمتطلبات أسرته، فى ظل انحسارها فى السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع نسب التعليم تدريجياً، ومع ذلك يتمسك بها تنفيذاً للعهد الذى قطعه على نفسه بألا يتخلى عن مهنة جدوده، بل يحرص على تعليمها للأبناء الذين يلتفون حوله أثناء عمله: «مهنة لا يمكن لأحد تعلمها حتى لو ظل 7 أيام ينظر إليها، وتعتمد على الذهن والعقل قبل القوة»، حسب «على».
أدوات بسيطة يستخدمها «على» فى مهنة نقش الأختام، تتمثل فى قطعة أسطوانية من الخشب تسمى «الملزمة»، يُثبت بها الختم قبل نقش الأحرف، وقلم صلب له سن حاد، يستخدمه النقاش للحفر على تلك القطعة، إلى جانب مبرد لإزالة البروز النحاسية يجعلها ملساء، ليظهر اسم الأمى بوضوح، مشيراً إلى أن الأميين ليسوا وحدهم الذين يقبلون عليه، بل تستعين به بعض المصالح الحكومية مثل النيابة والشرطة، لصنع أختام الشمع الأحمر والأبيض، وأختام أخرى خاصة بالعمد والمشايخ. «بيضاوية ومدورة وأختام على شكل مستطيل، وأسعارها متفاوتة، تبدأ من 15 جنيهاً وحتى 50»، يقولها «على»، لافتاً إلى أن شهرته جعلت بعض البنوك تطلب من عملائها الأميين حمل أختام من صنع يده، لتوثيق الأوراق والمعاملات فى «دشنا».
«الأمية قلت كتير عن زمان. أيام السبعينـات كنت أنقـش مع والدى أكثر من 150 ختماً يومياً، للأرامل وكـبار السن والشبـاب غير المتعلمين، واليوم أنقش من 15 لـ20 ختمـاً فى اليـوم»، يقولها «على»، مشيراً إلى أن جده مـارس المهنة فى عهد محمـد على باشا.