التيار الإسلامى يفرض سيطرته على القطاع الريفى بالسويس
أظهر الاستفتاء على الدستور أن التيار الإسلامى بات يسيطر على القطاع الريفى فى مدينة السويس سيطرة كاملة.
ويستغل الإسلاميون، وعلى رأسهم السلفيون والإخوان، 6 مساجد فى قرية عامر بحى الجناين، لأغراض سياسية، وتوزيع سلع غذائية من زيت وسكر وأرز وخلافه على الغلابة، وسكان العشوائيات، فى تلك المنطقة للحصول على أصواتهم، واتهم مواطنون الشيخ عربى إمام مسجد «دار الفرقان» والشيخ مصطفى الحاج، اللذين اتهمهما المواطن علاء البحيرى بتهديده بإقامة الحد عليه لأنه صوَّت بـ«لا» على الدستور، بتوزيع تلك السلع عليهم مقابل أصواتهم.[Image_2]
يقول عادل السيد محمد رشوان، مدرس أول لغة عربية، فى مدرسة محمد فريد الإعدادية بالقطاع الريفى، إنه تعرض لنفس ما تعرض له علاء البحيرى بتهديد سلفيين له، وفى نفس المكان، والذى أكد لـ«الوطن» أنه يبلغ من العمر 52 عاماً، وقضى عمره فى محو أمية العديد من الشباب بالقطاع الريفى، وتعليمهم أمور دينهم من خلال مسجد «السراج المنير» بقرية عامر، وتم تكريمه أكثر من مرة من المحافظة بسبب ذلك.
وتابع أنه تعرض من قبل لتعدى أحد السلفيين وهو سعيد محمود حسن عمران، من أتباع الشيخ عربى إمام مسجد «دار الفرقان» عليه بالسب والضرب، لاتهامه أنه يدرس مواد علمانية بالمدرسة والمسجد، وتساءل: هل أصبحت اللغة العربية والتربية الدينية من المواد العلمانية؟
وأوضح «رشوان» أن السبب فيما تعرض له يرجع إلى إلقائه خطبة الجمعة بمسجد الفاروق عمر بقرية عامر. وأوضح خلال الخطبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج للناس لنشر الدعوة، ولا يستخدم المسجد لهذا الغرض، وطلبت فى الخطبة أن يتبع التيار الإسلامى سُنة النبى الكريم، وأن يخرجوا للناس خيراً لهم من التغنى بالقرآن فى المساجد ويحولوها لمكان يحقق لهم أغراضهم السياسية.
وأكد أنه حرر محضراً برقم 1995 جنح قسم شرطة الجناين فى شهر سبتمبر من عام 2011، بما تعرض له، وبمجرد أن حرر المحضر فوجئ بأكثر من 20 شيخاً من «السلفية» يمرون من أمام منزله، وهم يرددون «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» ووصلت الأمور لتهديده بالقتل، حسب كلامه.
وأكد أنهم نجحوا فى طرده من المسجد لأنهم لا يريدون لأحد أن يساعد فى محو أمية أهالى القطاع الريفى ولا سيما الفقراء ومحدودى الدخل، للتلاعب بهم باسم الدين ومنحهم السكر والزيت والأرز وخلافه، للحصول على أصواتهم فى الانتخابات، حسب كلامه.
وكشف «رشوان» عن أن قرية عامر تضم 6 مساجد سيطر عليها السلفيون بشكل كامل، وتحولت خطب الجمعة والندوات الدينية فيها للحديث عن السياسة وتجميل صورة الأحزاب الإسلامية، ودعوة المصلين للتصويت لصالحهم فى أى انتخابات، حتى اختلط الدين بالسياسة فى تلك المساجد، وهى مساجد «دار الفرقان»، و«السراج المنير»، و«الفاروق»، و«فجر الإسلام»، و«فاطمة الزهراء»، ومسجد «العرب».
وأوضح أنه ظل مهدداً منهم، حتى اضطر إلى دخول عالم السياسة مؤخراً وأصبح أميناً لحزب الكرامة بالسويس، ومؤسس التيار الشعبى بالمحافظة.[Quote_1]
وأكد كلام علاء الدين البحيرى، الموظف الذى تعرض للتهديد من السلفيين بالقطاع الريفى، وكشف عن تعرضه لضغوط كبيرة منهم للتنازل عن المحضر المحرر منه ضد سلفيين وتابعين لهم، على رأسهم الشيخ محمد السيد مصطفى الشهير بالشيخ عربى، وأن المساجد التى ذكرها عادل رشوان تستغل لتوزيع الزيت والسكر والأرز بجانب أنابيب البوتاجاز على الفقراء ومحدودى الدخل للحصول على أصواتهم فى الانتخابات.
من جانبه، نفى عباس محمد عباس، أمين حزب النور بالسويس، لـ«الوطن» تلك الاتهامات، وأوضح أن السلع الغذائية التى توزع على المواطنين من خلال المساجد سالفة الذكر يتم توزيعها فى صورة «زكاة» على الفقراء، وأن قضية توزيع أنابيب البوتاجاز على المواطنين للحصول على أصواتهم محض افتراء وكذب، حسب كلامه، مشيراً إلى أن حى الجناين دائماً ما يمر بأزمات فى توفير أنابيب البوتاجاز لوجود مستودع واحد فى المنطقة، مما يدفع حزب النور لتوفير سيارات تابعة للحكومة من أنابيب البوتاجاز لتوزيعها على المواطنين.[Quote_2]
وأضاف «عباس» أن أى مواطن يرى أن هناك سلفيين يهددونه، فعليه تقديم بلاغ للشرطة ضدهم، ويقدم الأدلة على بلاغه دون أن يتهم الناس بالباطل، وتساءل: كيف يتهمون التيار الإسلامى بشراء ذمم المواطنين للحصول على أصواتهم بزجاجة زيت وكيلو سكر؟ ويصفون شعب السويس بأنه شعب جاهل، ويمكن التلاعب به بهذه الصورة، مع أن التيار الإسلامى حصل على ما يقرب من 200 ألف صوت فى جميع الانتخابات السابقة، وليس فى حاجة لشراء أصوات الناس.
وأكد أن أى إمام يصعد المنبر فى أى مسجد ويعبر عن وجهة نظره فى أى قضايا كانت سواء سياسية أو اجتماعية أو غيرها، فهو بذلك لم يرتكب جرماً فليس من المعقول أن يكون المسجد بمعزل عما يدور حولنا من أحداث سياسية.
فى حين كشفت الحاجة ثريا صديق محمد سلام «52 عاماً» لـ«الوطن» أن لديها 7 أبناء كلهم أميون لعدم قدرتها على تعليمهم، وأن هناك مشاكل بالجملة تعانى منها تلك المنطقة، ومع ذلك لم يسأل فيهم أحد إلا وقت الانتخابات فقط، وقالت بالحرف الواحد «إن السلفيين ومنهم الشيخ عربى إمام المسجد اللى ورانا ده ربنا يبارك له، وصديقه الشيخ مصطفى الحاج، ومعاهم شوية شيوخ كده، بيجولنا وبيدوا كل بيت زجاجة زيت و2 كيلو سكر و3 كيلو زيت، ويوم الاستفتاء جابوا لنا عربيات لحد هنا عشان يودونا اللجنة بتاعة الانتخابات، ونقول «نعم»، وإحنا يا ابنى مش عارفين نعم على إيه، بس إحنا غلابة بندور على أى حاجة وخلاص».
وأوضحت الحاجة ثريا أنهم دائماً ما يوزعون السكر والزيت والأرز عليهم وقت الانتخابات، وقالت: «ياريت يا ابنى يدونا الحاجات دى كل شهر ده إحنا غلابة ومحدش بيسأل عننا».