مش كل مسيحى بيقول نشكر الرب.. «اعرفنى صح»
فريد
لم يعرف «فريد» أن ديانته المسيحية ستكون سبباً فى تعرّضه للكثير من المواقف المحرجة، بدءاً من الطفولة عندما كان يلعب مع جيرانه فى الشارع، ويرفضون أحياناً اللعب معه، لاعتقادهم أن المسيحى له علاقة باليهودية وبإسرائيل، وحتى عندما كبر وأصبح طالباً بكلية الطب، صار البعض يطلق عليه أحكاماً غير حقيقية، مما دفعه إلى إطلاق مبادرة «اعرفونا صح.. اسمع منى ماتسمعش عنى».
«كمية المعلومات اللى بتنتشر بشكل خاطئ عن عادات المسيحيين، وأحياناً الشائعات، بتخلى كتير من الناس يفتكروا أن الشخص المسيحى كأنه مش مصرى وعايش فى نفس البلد»، قالها «فريد جمال»، 22 سنة، مؤكداً أن هدف المبادرة كسر النمطية التى يروّجها الإعلام، وأحياناً المجتمع نفسه، عن أساليب الحياة عند المسيحيين: «من المواقف الكوميدية اللى باتعرّض لها كل سنة، سؤال هتشرب الخمرا بقى يا فريد فى ليلة رأس السنة، وهتعمل زى الأفلام، تطفوا النور وتهيصوا مع بعض، أولاد وبنات، مع أن ده مش حقيقى، الديانة المسيحية بتحرم الخمرا زى الإسلام، وأنا فى ليلة رأس السنة اللى فاتت كنت باذاكر علشان امتحانى تانى يوم».
كلمات «بنشكر الرب»، و«يبارك لك الرب»، التى تنتشر فى الأفلام عن طقوس العبادة لدى المسيحى، وأن صلاتهم مجرد أناشيد غنائية من الأمور الخاطئة التى سخر منها «فريد» ووصفها بـ«خزعبلات» غير حقيقية لا تحدث: «المسيحى يقول (الحمد لله) مثل المسلم، ولديه صلاة يومية، وليس مجرد أغنيات يرددها فى وقت فراغه، الأفضل دوماً أن تعرف المعلومة من مصدرها، أى تتعرّف على عادات المسيحى وحياته منه هو شخصياً، وليس من أى مصدر آخر».
يهدف «فريد» من خلال المبادرة إلى زيادة التكاتف فى المجتمع بين عنصريه الأساسيين، المسلم والمسيحى: «لن يأتى ذلك إلا إذا أزلنا من عقولنا تلك الخرافات التى يطلقها الإعلام، وأحياناً المجتمع، والتى تتسبب فى عدم معرفة الآخر بشكل حقيقى».