التفجيرات تلقى بظلالها على الأزمة السورية
مندوب النظام السورى أثناء إحدى جلسات مفاوضات «جنيف» «أ.ف.ب»
أكدت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، أن هجمات بلجيكا أمس ترتبط بشكل أساسى بالأوضاع فى الشرق الأوسط وعلى رأسها استمرار الأزمة السورية وتصاعد أزمة المهاجرين إلى أوروبا، بغض النظر عن تورط مهاجرين جدد فى تنفيذ العملية.
«جيلان»: يجب على دول أوروبا والولايات المتحدة سرعة حل الأزمة سياسياً
وتابعت: «حتى الآن المتورطون هم مواطنون أوروبيون وليسوا من المهاجرين غير الشرعيين، ولكنهم من الجيل الثانى أو الثالث لمهاجرين قدماء»، معتبرة أن الهجمات جاءت فى صورة عملية انتقامية على نطاق واسع بعد المداهمات التى قامت بها المؤسسة الأمنية فى بروكسل، بعد أن ألقوا القبض على المتورط فى هجمات باريس، حيث سادت التوقعات بأن يكون هناك نوع من الانتقام لأن المداهمات مثلت ضربة قوية للإرهابيين.
ولفتت «جيلان» إلى التعامل الحذر إزاء العملية، مشيرة إلى عدم إعلان أية جهة مسئوليتها عن العمليات الإرهابية، حتى كتابة هذه السطور، وأن السلطات البلجيكية تناولت الموضوع بحرص شديد لعدم استفزاز مشاعر الجاليات العربية الموجودة فى بلجيكا. وتوقعت السفيرة مزيداً من الهجمات فى أوروبا، مضيفة: «ليست نهاية الهجمات الانتقامية فى أوروبا وهناك حالة توتر وطوارئ شديدة فى أوروبا كلها، وردود الفعل تعطى انطباعاً عميقاً بأن هناك إحساساً بالتخوف من تكرار وامتداد هذه الهجمات لعواصم أخرى غير بروكسل». وشددت السفيرة على أن الهجمات فى بلجيكا تعد هجمات على أوروبا كلها، حيث تستضيف بلجيكا مقراً للناتو ومؤسسات الاتحاد الأوروبى، وتأتى العملية بعد هجمات فى تركيا وفرنسا، وتركيا خاصة دولة تعول أوروبا فى حل أزمة المهاجرين، ويرتكز إليها الاتحاد الأوروبى فى حل مشكلة اللاجئين السوريين.
وتابعت: «يجب على دول أوروبا والولايات المتحدة أن تأخذ بسرعة مسئولية حل الأزمة السورية من خلال حلول غير عسكرية لأن الخلفية الخاصة بكل الهجمات لها علاقة بالأزمة السورية و«داعش» فى العراق وسوريا، ويجب أن يتم دفع القوى الدولية للإسراع بمسار مفاوضات جنيف، لأن استمرار هذه التهديد سيؤدى لتعزيز الاتجاه اليمينى المتطرف فى أوروبا والولايات المتحدة، ومن ثم سيجد شخص مثل المرشح الأمريكى المتطرف دونالد ترامب قاعدة شعبية تأتى به إلى السلطة، ولابد أيضاً للولايات المتحدة أن تدرك أننا أمام مرحلة مفصلية فى تاريخ البشرية وتقوم بالضغط لحل القضية الفلسطينية وتملى على إسرائيل ضرورة تنفيذ حل الدولتين، لأن الشعور بالمهانة والإذلال فى الشرق الأوسط هو ما يعزز مشاعر الكراهية إزاء أوروبا. وتواصلت أمس محادثات جنيف غير المباشرة بين الحكومة والنظام السوريين، وفى الوقت الذى أصر فيه المبعوث الدولى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا على بحث قضية الانتقال السياسى مع وفد دمشق لإيجاد حل سياسى للأزمة السورية، اصطدم إصراره بموقف وفد الحكومة التى رأت أن بحث هذا الأمر سابق لأوانه. واعتبر رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفرى أنه من المبكر جداً مناقشة الانتقال السياسى. كما أكد «الجعفرى» أن مصير الرئيس بشار الأسد ليس جزءًا من المفاوضات مع المعارضة، وأصر على أن جهود مكافحة الإرهاب لا تزال تمثل الأولوية بالنسبة لدمشق. وقال «الجعفرى» للصحفيين إن الحديث «حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد عليه لأن هذا الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد فى أى ورقة وليس جزءًا من أدبيات هذا الحوار». وأعرب «دى ميستورا»، فى مؤتمر صحفى أمس الأول، عن قلقه من بطء التقدم فى المباحثات، محذراً من أنه بدون البدء فى حوار بشأن الانتقال السياسى سيكون من الصعب الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية وتسليم المساعدات.