هشام الخياط: تعريب العلوم يؤدى إلى الجهل.. والمؤتمرات الطبية تعقد باللغة الإنجليزية
![هشام الخياط: تعريب العلوم يؤدى إلى الجهل.. والمؤتمرات الطبية تعقد باللغة الإنجليزية](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/66084_660_1931726.jpg)
استطلعت «الوطن» آراء عدد من الأطباء والمهندسين فى المادة الدستورية التى تنص على تعريب العلوم والمعارف، ورغم أنهم درسوا وتعلموا باللغة الإنجليزية، وسافروا إلى عدد من الدول الأوروبية طلبا للعلم أو لحضور مؤتمرات ومناقشة أوراق باللغة الإنجليزية المعتمدة كـ«لغة علم»، فإنهم اختلفوا فى تعريب العلوم، فرأى بعضهم أنها تؤدى إلى الجهل والتخلف والعودة للوراء 200 سنة تقريبا، فضلاً عن أن تعريب المصطلحات سيجعل الأطباء مثار سخرية مثلما يحدث مع السوريين، بينما يرى آخرون أن التعريب سيزيد من فهم الطلاب الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية.
دكتور هشام الخياط، أستاذ ورئيس قسم الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودر بلهارس، رفض تلك المادة مؤكداً أن اللغة الإنجليزية هى اللغة الرسمية للطب فى مصر، خاصة أن المراجع المهمة والمجلات القيمة مكتوبة كلها بالإنجليزية، مشيراً إلى أن تعريب الطب سيؤدى إلى جهل وتخلف ويرجعنا إلى الوراء 200 عام، «لأننا توقفنا عن إنتاج معاجم طبية عربية محترمة منذ عهد ابن النفيس»، مؤكداً أن المشكلة فى تعريب العلوم هى استخدام مصطلحات عفا عليها الزمن ولا تعبر عن الحالة بشكل دقيق، كما أنه لا يمكن استخدامها فى أى من المحافل العلمية، وقال إن الأطباء السوريين يواجهون صعوبة كبيرة عند السفر للخارج، لأنهم يتعلمون باللغة العربية، والدول العربية تستعين بالأطباء من مصر ولبنان والأردن، وترفض الطبيب السورى لأنه غير متواصل مع العالم ومنعزل بسبب تعليمه باللغة العربية.[Quote_1]
وأضاف أن تعريب العلوم فى سوريا أصبح مثار سخرية، فهناك مرض يصيب الساقين وله مصطلح معروف ومتداول عالميا فى اللغة الإنجليزية، فجاء تعريبهم له باسم «مرض الساق المتوحشة» وهو اسم يثير السخرية، ولا يمكن فهمه عالميا للتعبير عن طبيعة المرض بدقة، فضلاً عن أن سوريا غير متقدمة فى الأبحاث العلمية.
وأشار الخياط إلى أنه حتى الدول المتقدمة تستخدم اللغة الإنجليزية فى الأبحاث والمؤتمرات، المؤتمر الطبى الدولى لأمراض الكبد والكلى يقام فى دولة مختلفة كل عام مثل إسبانيا وفرنسا، لكن اللغة المستخدمة دائما ما تكون الإنجليزية، وفى إحدى المرات حضرت مؤتمرا طبيا فى الصين وكانت اللغة الرسمية المستخدمة هى الإنجليزية.
ويختلف دكتور طارق عبداللطيف، أستاذ العمارة بكلية هندسة جامعة القاهرة، مع الخياط، حيث يرى أن التعريب لن يضر دارسى الطب والهندسة فى مصر، بل على العكس من ذلك قد يزيد من المستوى التحصيلى للطالب الذى يقل بسبب عدم إتقان اللغة الإنجليزية المستخدمة فى الشرح والمحاضرات.
وأضاف: «الطالب المصرى يتخرج فى المدرسة وهو لا يجيد اللغة الإنجليزية على الإطلاق، ومستواه ضعيف جدا فيها، ولا تتيح له أن يقرأ كتاباً باللغة الإنجليزية، لذلك يواجه أغلب الطلاب مشكلة فى التحصيل بسبب عدم فهمهم للمواد بلغة أجنبية، عندنا فى هندسة القاهرة يوجد برامج التعليم المتميز، وتكون الدراسة فيها بالإنجليزية بشكل كامل، لكننا نفاجأ بأن هناك ثلاثة طلبة على الأكثر هم من يفهمون الشرح بالإنجليزية من محاضرة فيها 60 طالباً، فيضطر الدكتور أن يشرح بالعربية حتى تصل المعلومة بشكل كامل»، ويقترح عبداللطيف أن تكون الدراسة فى الكليات العملية باللغتين العربية والإنجليزية، من خلال المحافظة على المصطلحات الإنجليزية الأصلية، مع الشرح باللغة العربية.[Quote_2]
«أوافق على تعريب العلوم، وأرفض تعريب التعليم»، هكذا يرى دكتور محمد نافع، أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة القاهرة، مؤكداً أنه إذا كان تعريب العلوم يعنى حركة ترجمة واسعة، تترجم الدراسات والأبحاث العلمية للغة العربية، «فأنا مع ذلك الاتجاه بشدة، وأعتقد أن تعريب العلوم بالترجمة سيؤدى إلى نهضة حقيقية، خاصة أنه لا يوجد مراجع كافية باللغة العربية، وفى رأيى أن الجامعات هى ما يمتلك الحق الوحيد فى اتخاذ قرار التعريب، وليس الدولة، لأنها أدرى بطبيعة الدراسة فى المواد، وكثيراً ما نسمع عن معاناة خريجى جامعات سوريا فى التواصل مع العالم الخارجى بسبب التعريب، والتعريب لا يرتبط بالهوية ومدى تمسكنا بها، لكنه مرتبط بالعلم والتقدم وحجم إنتاجنا فيه».
أخبار متعلقة:
تعريب العلوم أم تخريب التعليم؟
نقيب الأطباء وأحد واضعى المادة: التعريب مفيد للأطفال.. واكتشفت المشكلة بسبب حفيدى
خبير تربوى: لا خوف على الهوية حتى «نُعرب العلوم»
الطلاب يتوقعون: «التعريب» تجربة فاشلة.. مثل «6 ابتدائى»
أستاذ علوم سياسية: أعضاء «التأسيسية» أقحموا «التعريب» بسبب دراستهم فى «الخليج»