"فؤاد زكريا في ذاكرة الوعي" ندوة ضمن الأسبوع الثقافي المصري بالكويت
فؤاد زكريا
نظم المكتب الثقافب المصري بالكويت، مؤخرًا ندوة تحت عنوان "فؤاد زكريا في ذاكرة الوعي"، ضمن الأسبوع الثقافي المصري الذي يعقد في إطار اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016. أقيمت الندوة بالتعاون مع اللجنة الثقافية بقسم الفلسفة بجامعة الكويت، وأدارها الدكتور محمد السيد أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بالجامعة نفسها.
وأشار الدكتور نبيل بهجت، الملحق الثقافي المصري إلى أهمية عقد مثل هذه الندوة في عصر تسود فيه الاضطرابات ومحاولات تشويه كل ما هو عربى فى الغرب عبر تقديم صور مغايرة للحقيقة.
وأضاف أن لدينا مبدعين، كل واحد منهم بمثابة رسول للفكر العقلاني المستنير وأن فؤاد زكريا نادى بأن رسالة المثقف يجب أن تخرج من أسوار الجامعة الضيقة لتشمل المجتمع برمته.
وذكر الدكتور محمد السيد أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بجامعة الكويت، في افتتاح الندوة، مبدأين شغلا الدكتور فؤاد زكريا عبر مسيرته الفكرية وهما العقلانية والحرية، وأشار إلى رؤيته الثاقبة لأمور قد لا يراها فى حينها الكثيرون ودلل على ذلك بمقال قصير كتبه فؤاد زكريا بعنوان "دهاء التاريخ"، يقارن فيه بين حملة نابليون على مصر وإرسال قوات مصرية إلى اليمن في ستينيات القرن العشرين.
وتحدث الدكتور سليمان الشطي، الأستاذ بقسم اللغة العربية في جامعة الكويت عن تأثير كتابات فؤاد زكريا على تفكيره في فترة مبكرة قبل قدومه للعمل بجامعة الكويت، وأشار إلى كتاباته حول الفن وغيره من المباحث الفكرية، وإلى مقال قارن فيه بين مخرجات التعليم في الكويت وفرنسا ليس إعجابا بالفكر الفرنسي وإنما لبيان الاختلاف في طرائق التفكير.
وأشار إلى الشجاعة الفكرية التي كان زكريا يواجه بها المواقف ومنها تصديه لكثير من المفكرين من أمثال مصطفى محمود ومحمد حسنين هيكل ومحمد عابد الجابرى ونقده لصدام حسين والغزو العراقى للكويت.ثم تحدث الدكتور عبد المالك التميمى، الأستاذ بقسم التاريخ في جامعة الكويت، فأشار إلى مشاركته للدكتور فؤاد زكريا في أكثر من مؤتمر علمي، وكيف أنه والمشاركون تعلموا من طريقته العقلانية الهادئة الحاسمة في معالجة الأمور، وكيف أنه كان يعني كل كلمة يقولها دون زيادة أو نقصان.
وتوقف الاقتصادي المعروف الدكتور عامر التميمي عند اهتمام فؤاد زكريا بالموسيقى، وأنه شارك العديد من كبار المثقفين في الكويت في هذا الأمر، وأنه كان يرى أن العلمانية هي الحل في المجال السياسي، كما أشار إلى دوره البارز في تأسيس المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب، وإلى معارضته القوية لغزو الكويت في وقت صمت فيه الكثيرون.
وأشار الدكتور عبدالله الجسمي رئيس قسم الفلسفة، إلى أهمية الاهتمام بفكر فؤاد زكريا، وأكد في كلمته على كتاب "التفكير العلمي" الذي يتعين أن يتم تدريسه في كل المؤسسات التعليمية العربية، والذي ينادي فيه فؤاد زكريا بضرورة شيوع طرق التفكير العلمي ليس فقط بين العلماء في مختبراتهم وإنما بين كل طوائف وأفراد المجتمع في حياتهم اليومية.