بعد افتتاح أول مركز مصرفي إسلامي في روسيا.. خبراء: موجه لمسلمي موسكو
صورة أرشيفية
شهدت جمهورية تتارستان الروسية، افتتاح أول مركز إسلامي للخدمات المصرفية في تاريخ البلاد، والذي يعمل وفق مبادئ الصيرفة في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، ما يطرح تساؤلا: "هل ستلجأ روسيا إلى التعاون مع الدول الإسلامية لحل أزمتها الاقتصادية".
ويقول الدكتور جمال أسعد المحلل السياسي، إن التعامل السياسي لأي دولة يسعى أولا لمصلحتها، ولا يوجد ما يسمي بالعزلة الدولية، فالعالم أصبح قرية صغيرة، والاقتصاد الإسلامي كيان موجود عالميا وله تأثيرات عالمية.
وأضاف أسعد، لـ"الوطن": "الاقتصاد الإسلامي كيان له تأثيرات عالمية الآن، وهناك علاقات بين روسيا والعديد من الدول الإسلامية مثل السعودية وإيران، وعندما تتخذ روسيا القرار، فهي تسعي لمصلحتها الاقتصادية، كي يكون هناك تعاونا مصرفا بين روسيا والدول الإسلامية التي تساهم في الاقتصاد العالمي"، موضحا: "أي دولة تحاول الاستفادة من التعاون الاقتصادي بما يخدم مصلحتها الشخصية".
فيما يرى الدكتور محمد فراج أبوالنور الكاتب الصحفي والخبير في الشؤون الروسية، أن المعاملات المصرفية "الإسلامية" أصبحت منتشرة في العالم كله، والبنوك تطبق بعض المعاملات الإسلامية، لكنها في حقيقة الأمر تتعامل في أوسع نطاق مع البنوك الأخرى، وهم يحرصون على عدم إعطاء نسبة فائدة ثابتة سنويا، باعتبار أن بعض رجال الدين يعتبرونه ربا، والعائد في البنوك يكون متذبذبا بشأن نسبة الفائدة.
وأضاف أبوالنور، لـ"الوطن": "العديد من البنوك الإسلامية تدخل في مشروعات واستثمارات مع البنوك العادية، أو حتى تودع أموالها لديها، وفيما يخص الاستثمارات مع الدول الإسلامية، فهذا الأمر بعيد، وتقرره أمور أخرى ذات طابع سياسي بالدرجة الأولى، بمعنى أن الدول الإسلامية الراغبة في الاستثمار في روسيا، تحكمها في ذلك سياساتها تجاه روسيا، ومواقف الأخيرة تجاه القضايا التي تهم هذه البلاد".
وأوضح الخبير في الشأن الروسي، أنه في ظل الخلافات القائمة بشأن الأزمة السورية، فلا يمكن أن نتصور أن بلدان مثل السعودية أو الإمارات أو الكويت ستهرع للاستثمار في روسيا، لافتا إلى اعتقاده بأن البنك الجديد موجه بشكل أساسي نحو المسلمين الروس وليس نحو البلدان الإسلامية واستثماراتها الكبيرة.