محمد مرسى غيَّر نشاطه من «السياحة» إلى «الملابس»
محمد مرسى
«إسدالات» صلاة و«جلابيب» مشغولة و«طُرح» حريمى، بضاعة جديدة ملأت أحد محال «محمد مرسى»، الذى حوّل نشاطه السياحى إلى «ملابس حريمى»، لكن فى الوقت نفسه لم تفتقد روح مهنة «الخيامية» التى بدأ فيها منذ 7 سنوات.
الرجل الخمسينى لم يكن كغيره من الذين ورثوا المهنة أباً عن جد، لكنه عمل فيها كمشروع تجارى مربح فى وقتها، وكما تتبدل الأذواق والأحوال جعل محلاً باقياً على المشغولات اليدوية القديمة ومحلاً آخر للملابس «إن عادت السياحة عاد لنشاطه وإن لم تعد فسيكتفى بالملابس التى يقبل عليها المصريون». يوماً بعد يوم والحال «فى النازل» لا جديد يطرأ على مهنة «محمد مرسى» الذى كلما خلا بنفسه تذكر الشركات الأجنبية التى تعاقدت معه لتصدير أعمال فنية من صنع يده إلى الخارج، إضافة إلى الأفواج التى كانت تزوره فى دكانه، شيئاً فشيئاً اختفى السائح، وقلت خطوته فى المكان، ثم انتهت «سبوبة» التصدير، فأصبحت القطعة التى استهلك فيها أقمشة وجهداً لا تساوى قيمتها: «فى لوح بقالها سنتين ماتباعتش، كانت تعمل 500 جنيه دلوقتى ماتسواش تمنها حتى، وأصبحت أنا الوحيد اللى بتفرج على شغلى».
لا يتمنى لأبنائه العمل فى مجال السياحة خوفاً عليهم من «حرقة الأعصاب»
جاءت «مرسى» فكرة «العبايات» التى لا تخلو من موهبته فى الأعمال اليدوية، فأصبحت الإسدالات التى ينفذها ويبيعها جملة تحمل نقوشاً رمضانية وكتابات بالخط العربى، حتى الشغل السيناوى غيّر من رونق الملابس التى لاقت استحسان البائعات والزبائن، لبيعها إما فى المحلات أو تسويقها إلكترونياً: «عندى الجلباب السيناوى عامل 300 جنيه لكن بيتباع، والمفرش اللى سعره ميعديش 100 جنيه رغم الفن اللى فيه بس محدش بيشتريه، لأن ولاد الذوات هما اللى يحبوا الفن ده ويقدروه لو عاملين فى بيوتهم قاعدة عربى، وفين وفين لما بييجى زبون كل سنة مرة».
اسمه وشكله كان جزءاً من مواقفه الطريفة بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، التى تستوقف بعض الزبائن مع رؤية اسمه مدوناً على كارت المحل الجديد، لكن الرجل الخمسينى لا تهمه الأحداث السياسية التى تدور فى البلاد بقدر ما تهمه المكاسب التى جناها وقتها، والتى ظن أنها ستحسن الحالة الاقتصادية المتدهورة: «عملنا شنط ومفارش 25 يناير، وساعة رحيل مرسى برضه كانت بتجيلنا طلبات وأيامه كنا بنشتغل، أنا مايهمنيش مين ييجى ومين يروح أنا يهمنى أشتغل، وممكن اسمى وشكلى يزعل ناس كتير بس أنا مش فارق معايا إلا إن البلد دى ينصلح حالها وإلا هنروح إلى مزبلة التاريخ». يعتبر «مرسى» نفسه تاجراً ناجحاً، لأنه لم يستسلم لواقعه واقترابه من «الإفلاس» ونظر إلى السوق: «شفت الوقت ده عاوز إيه واشتغلت عليه، أنا خلاص مبقاش عندى أى تعلق بالسياحة ولا الأجانب، وبإذن الله المحل التانى يا هقفله يا هغير نشاطه»، لا يتمنى الأب الخمسينى أن يعمل ابنه أو ابنته فى المجال نفسه خوفاً عليهم من «حرقة الأعصاب» لأنه لم يكن خياراً سهلاً أن يغير نشاطه وكان يتطلب مخاطرة، ولأنه خريج كلية التجارة استطاع أن يحولها إلى «شطارة» وهذا ما أدى إلى سحب الملابس التى يصنعها ويبيعها جملة: «الحمد لله الدنيا شغالة ونتمنى إننا نفضل كده، يا إما مش هيبقى فيه بديل تانى عن كده».