"حليم" الوفي.. خبأ "بدران" بمنزله.. وزار "مصطفى أمين" في السجن رغم الحظر
عبد الحليم حافظ
"نادرا جدا تلاقي أصدقاء بيحبوا بعض بجد، وبيحبوا فن بلادهم من قلبهم".. كان هذا رأيه عن "الصداقة" في وسطه الفني، وربما كان ذلك ما جعله مبالغا في الوفاء لأصدقائه داخل الوسط وخارجه، ليحفظ ماء وجه ذلك المعنى، الذي رآه ضائعا بين أبناء جيله.
لم يخش "حليم" حظرا فرضوه على صديق مريض لبث في السجن بضع سنين، وقرر زيارته، وأخذ معه أدوية تعين صديقه على عناء الحبس، ولم يمتنع عن زيارة صديقين دخلا في حصار بعد أن حملهما المجتمع كله مسؤولية نكسة شعب بأكمله.
حكاية "العندليب" مع الكاتب الصحفي مصطفى أمين، كانت أولى آيات وفائه لأصدقائه، حيث كان "أمين" بمثابة الأب لـ"حليم"، يعينه على متاعبه ويأخذ رأيه في كل شيء، إنسانيا وفنيا، لتأتي لحظة تظهر فيها المعادن ويظهر الوفي من الخائن، فالصديق "مصطفى أمين" يقبع داخل محبسه معتقلا لأسباب سياسية، فيهب "حليم" مدافعا عن صديقه ومحاولا تبرأته، ويستخرج تصريحا بزيارته داخل السجن، لإدخال أدوية تعينه على حبسه رغم حظر الزيارة عنه، ما جعل "العندليب" قاب قوسين أو أدنى من البطش به، لولا تدخل رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر لمنع الأذى عنه.
مسلسل "عصفور الشتا"، الذي أنتجته شبكة الشباب والرياضة، حول قصة حياة عبدالحليم حافظ، المأخوذة عن كتاب "أعز الناس" لصديق عمره مجدي العمروسي، كشف حكاية جديدة لـ"العندليب"، تعكس أسمى آيات الوفاء، بطلها وزير الحربية "شمس بدران"، الذي قرر أن يختبأ في منزل "حليم" عقب نكسة 1967، بعد الحصار الذي فرضته الدولة عليه وعلى وزير دفاعه، ليظهر دور "حليم" في الاحتفاظ بـ"بدران" بمنزله لأيام كاملة، حتى يتدبر أمره وينجو من الاعتقال.
المسلسل الإذاعي ذاته، روى حكاية أخرى بطولية لـ"حليم"، حيث اختلف العندليب مع المشير عبدالحكيم عامر، بسبب هجومه على "أم كلثوم" في احتفالات عيد الثورة، لكن خلافه لم يمنعه عن زيارة صديقه "عامر" في بيته، بعد خضوعه لإقامة جبرية فيه عقب هزيمة 67، ليفاجئهما "عبدالناصر" بزيارة إلى بيت "عبدالحكيم" في وجود "حليم"، ما أدى إلى غضب الرئيس منه، ومطالبته بالذهاب لبيته فورا.