الرجل الذي فقد أسرته في "القديسين" يتساءل: في صالح مَن تجاهل القضية بعد رحيل نظام مبارك
ذهب مع أسرته ليصلي معهم، وعاد المنزل وحيدًا بعد أن صلى عليهم.. هكذا كان مصاب فكري نجيب ناشد، زوج فقد رفيقة عمره وابنتيه في تفجير "القديسين".. بعينين يميلان إلى الاحمرار، وكأنهما يخبئان حزنا لا يمكن لأحد التحقق من مداه، ينظر إلى "ألبوم" صور ابنتيه وزوجته.. يأخذك إلى غرفة ضحيته الصغيرة في هدوء، تغطى صورهما جدران الغرفة الأربعة، زيهما المفضل معلق على "شماعة" في الركن الأيمن من الغرفة، وكل شيء يبدو مرتبًا.[Image_3]
تغيرت حياته بعد الحادث، انقطع عن قراءة الصحف التي كشف الحادث حقيقتها، "لم أقرأ الصحف، وإذا وقعت في يدي جريدة فلم أقرأ سوى صفحة الوفيات، لأنها أصدق صفحة".
يروى نجيب لحظات مرعبة لن ينساها "قبل الانتهاء من الصلاة نزلت لأقابل زوجتى وأختها وابنتيّ، ولكن سمعت انفجارا وأنا على سلم الطابق العلوي، وشعرت بأن الكنيسة تنهار من شدة الانفجار"، يسرع هو ومن معه من الرجال في إخلاء الكنيسة من الباب الجانبي، وكذلك إغلاق النوافد، بعد أن ترددت أنباء عن مذبحة في الخارج.
"أيقنت أن أسرتي في الخارج، بعد إخلاء الكنيسة تمامًا"، نزل مسرعًا ووجد جثة ابنته، أسفل شجرة بجوار الكنيسة، وجثة زوجته لا تبعد عنها كثيرًا، يشير نجيب إلى أن أصدقاءه تولوا البحث عن ابنته الكبيرة وأخت زوجته، ثم أخبروه أن عليه التعرف على جثتين، تحقق منهما، وقال "بعد أن رأيت الجثتين، تأكدت أنني فقد أسرتي تمامًا"، زملاء ورفاق ابنتيه يترددون عليه في منزله حتى لا يشعر بالوحدة، حبهم لأولاده انعكس على رعايتهم له واهتمامهم به.[Image_2]
استنكر فكري نجيب التجاهل التام للقضية، مشيرًا إلى أنه تم اتهام والقبض على 5 أشخاص، اختفوا بعد الثورة، وأن المحامي لا يزال يتابع سير القضية، مضيفًا "إن كان يقال إن النظام القديم هو المتورط، ربنا جابلنا حقنا من النظام واتخلع"، لافتًا إلى تعجبه من البطء في سير القضية في ظل النظام الحالي قائلًا "هل النظام الحالي كان متورطا في الحادث، احتمال كبير، واحتمال لا"، نافيًا اتهامه لجهة معينة، سواء الجهاديين أو حبيب العادلي أو الموساد، "إذا كان المخابرات معرفتش احنا هنعرف"، موضحًا أن من قام بالتفجير جهات داخلية وأن جهاز الأمن متورط مهما كان الجاني.
ولفت نجيب إلى وجود بعض الجماعات تمثل خطرًا على الوطن، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس الجديد موضوع على رأس قائمة جماعات متطرفة تريد تصفيته، مشيرًا إلى أن جهاز الأمن لا يزال غير قادر على حماية البلد، ومنتقدًا القنوات الدينية التي دعاها بقنوات "متأسلمة" تدعى أنها قنوات إسلامية، وتهاجم الأقباط، كما ندد بالدستور الجديد، معلنا رفضه التام له، متابعًا "الدستور لم تضعه كل الطوائف، والمرأة والكنيسة غير موجودين بشكل حقيقي في صياغته".