أحمد مشالى: "أمن الدولة" اتصل بأشرف ثابت القيادى السلفى ليحضر غسل بلال ليحاول تهدئة السلفيين
عندما تأتى ذكرى حادثة القديسين لا بد من أن نذكر السيد بلال، الشهيد الـ21 لهذه المذبحة، الذى ألقى القبض عليه عقب الحادث مباشرة، مع مجموعة من الشباب التابعين للتيار السلفى والجماعات الإسلامية، وتم تعذيبهم داخل مبنى أمن الدولة القديم باللبان، لانتزاع اعترافات باطلة حول تورطهم فى الحادث، ليفقد حياته ضحية هذا التعذيب.
«الوطن» حاورت أحمد مشالى، محامى السيد بلال، وصديقه وزميل التعذيب، للتعرف عن موقفه بعد مرور عامين على حادث الكنيسة، التى راح ضحيتها، ولقى هو وغيره ألوان العذاب للاعتراف بجريمة لا يعلمون عنها شيئاً.
* كيف ترى الوضع بعد مرور عامين على مقتل السيد بلال؟
- أتحدث عن حادثة الكنيسة ليس بصفتى محامى السيد بلال، وإنما بصفتى أحد ضحايا هذه الجريمة التى ذبح بسببها الشهيد، وذبحنا بها جميعاً داخل مقر أمن الدولة باللبان، بمباركة بعض الرموز الدينية الشهيرة، وقد كنا ننتظر أن ننال حقوقنا بعد الثورة، ولكن حتى الآن لم نحصل على شىء، بسبب النظام الفاسد الذى عاد يرمم نفسه فى ثوب جديد.
* من تقصد بالرموز الدينية؟
- بعض الرموز التابعين للدعوة السلفية، لا أحب أن أذكر أسماءهم، ولكنهم سيعلمون أنفسهم فور سماع هذا الكلام، الذين كان يستعين بهم أمن الدولة، ويعقد معهم الصفقات فى عهد النظام السابق والحالى، ونحن لا ننتظر من هذا النظام حقوقنا لأن حقنا فوضناه لله، نحتسب كل ما حدث لنا عنده.
* كيف تعاون رموز الدعوة السلفية فى ضياع حقكم وحق بلال؟
- الكثير من الذين يطبلون ويزمرون الآن على دم سيد بلال من الدعوة السلفية، هم بالأساس السبب فى ضياع حقه لكتمانهم الشهادة أمام المحكمة، فمثلاً أشرف ثابت، القيادى بالدعوة وعضو مجلس الشعب المنحل، أرسلته أمن الدولة، باعتباره أحد المتعاونين معها، ليحضر غسل بلال وليمنع الإخوة من التجمهر أمام المشرحة، وسمع بأذنيه الضابط يحيى حجى وهو يهدد أسرة بلال إذا تقدمت ببلاغ بالحادث، وامتنع عن الإدلاء بهذه الشهادة أمام المحكمة، كذلك الشيخ ياسر برهامى، نائب وكيل الدعوة السلفية، الذى استدعاه أمن الدولة ليصلى صلاة الجنازة الساعة الثانية صباحاً على سيد بلال حتى يدفن بسرعة، ولتهدئة الإخوة، وهدده بعدم الإبلاغ عن الواقعة، لم يتقدم إلى المحكمة ويدلى بشهادته أيضاً.
* هل طلبتهم بصفتك محامياً فى القضية وامتنعوا أم ماذا؟
- هم يعلمون جيداً بالقضية وكانوا شهود عيان للحادث، بالإضافة إلى كونهم من كبار وقيادات الدعوة السلفية، وبالتالى فإن كانوا يرغبون فى الإدلاء بشهادتهم، لتوجهوا من أنفسهم، ولكننى خشيت أن أستدعيهم فيناقضون حديثى وتضيع القضية.
* هل حاولت التحدث إلى الشيخ ياسر برهامى؟
- نعم تحدثت إليه وطلبت منه الإدلاء بشهادته، ولكنه كان دائماً يتحجج بأمن الدولة، وبأن هذا الجهاز يهدده، إن أدلى بأى أقوال، وبعد الثورة حين طالبته بحق بلال، طلب منى أن أسكت قليلاً بسبب وجود بعض المصالح التى لم تنته بعد مع هذا الجهاز، ونحن ضحية هذه المصالح والصفقات التى تتم من تحت الترابيزة، فالشيخ ياسر لا يملك سوى أن يبكى بلال أعلى المنبر، ولكن على أرض الواقع لم يقدم له شيئاً، وأقول له لسنا فى حاجة إلى بكائك.
* إذن أنت تتهم قيادات الدعوة السلفية بالتسبب فى ضياع دم بلال؟
- نعم وليس دم بلال فقط، هناك مئات الإخوة غير بلال وخالد سعيد، راحوا ضحايا هذه الصفقات، ولقوا مصيراً أبشع من ذلك ألف مرة، ولكن لا أحد يعلم عنهم شيئاً، حتى إن الدعوة السلفية لم تحاول ولو لمرة واحدة قبل الثورة أو بعدها فى حشد مظاهرة للمطالبة بحق بلال، فنحن لسنا ضحايا لنظام أمن الدولة فقط، بل ضحايا لسكوت أصحاب الحق، وهو الذى أهدر حقنا، لا شىء آخر.