«كلب» تايه يا ولاد الحلال
صورة أرشيفية
دخلت قسم شرطة الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر، وهى تتصبب عرقاً من شدة القلق والخوف، سألت أمين شرطة وجدته أمامها: «لو سمحت يا سيادة الأمين.. عايزة أعمل محضر»، نظر إليها باهتمام وطلب منها الجلوس «اتفضلى يا أفندم أنا معاكى.. إيه اللى اتسرق منك؟»، فردت: «لا يا أفندم ما اتسرقش منى حاجة.. (كيتى) اتخطفت؟»، وقبل أن تنساب دموعها، عاجلها: «(كيتى) دى بنت حضرتك؟»، فردت: «لا دى القطة بتاعتى»، لترتسم على وجه الأمين تعبيرات مختلفة تنم عن حالة من الاندهاش بسبب ما يمر عليه من بلاغات غريبة من محبى الحيوانات.
«أميرة» حرّرت محضراً باختفاء «كيتى» و«محمد» أبلغ الشرطة عن سرقة «عمرو»
تحرير محضر اختفاء قطة فى قسم الشرطة، كان آخر حل لجأت إليه «أميرة أحمد» بعد أن فشلت فى العثور على قطتها التى نشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعى، ربما يعثر عليها أحد: «3 شهور فشلت فى العثور على (كيتى) بسبب سخرية التعليقات اللى بتيجى لى مع كل بوست أنشره، من يوم ما (كيتى) غابت عن البيت وأنا باموت بالبطىء، لدرجة إنى عندى إحساس بأنه هيجرى لى حاجة، كل يوم أدخل أكتب على صفحتى، وأنشر صورها على جروبات ويمسحوها، مش دى روح زيها زى الضنا».
وصل الحال بـ«أميرة» إلى الاستيقاظ يومياً فى الفجر لتُصلى، داعية ربها بأن تعود إليها قطتها بالسلامة: «ماعنديش حل غير الدعا، مش بإيدى أى حاجة، والناس مش بترحم الإنسان علشان يرحموا الكائنات الضعيفة، خايفة عليها تتبهدل فى الشارع، لأنها بقالها 6 سنين معايا، وماتقدرش تعيش وسط كلاب وقطط الشارع، دى كانت بتنام فى حضنى، أنا واثقة أنها لو عايشة هترجع لى لوحدها، ولو ماتت هاعيش بذنبها طول عمرى».
عاد إلى منزله مصاباً بما يشبه بالانهيار. قرر أن يُكمل مشواره بالإبلاغ عن سارق «كلبه». رفع «محمد عبدالحميد» سماعة الهاتف وأدار أرقام قسم شرطة شبرا الخيمة أول، حيث يحفظه عن ظهر قلب، فكثيراً ما استغاث بهم، هذه المرة لم ينتبه أحد إلى بلاغه: «بلغت عن سرقة (سيمون)، الكلب بتاعى، اتسرق منى فى الشارع»، لم يُصدق ما سمعه على لسان مسئولى القسم ممن استقبلوا بلاغه: «اتهمونى بالجنون، ماكانوش مصدقين البلاغ، وقالوا لى مفيش بلاغات ولا محاضر بتتفتح عندنا تخص سرقة أو فقد الحيوانات اللى مش مرخصة، وأنا ماكنتش مرخص (سيمون)».
الاتصال ضاعف ألمه وإحساسه بالوجع تجاه الكلب، لم تفلح محاولته فى نشر صورة الكلب الذى فقده على صفحات الـ«فيس بوك».
«عمرو»، اسم قريب إلى قلبه، يحتفظ معه بذكريات، لذلك سمى كلبه المفقود «عمرو»، لأنه كان يعتبره شقيقه الذى فقده أيضاً منذ 10 سنوات: «حياتى كلها كانت متعلقة بـ(عمرو) أخويا، ولما مات فى حادثة عربية قعدت فترة متأثر بفقدانه، لأن ماكانش ليا غيره، وبدأت أهتم بالحيوانات واتبنيت كلب بعدها بـ3 سنين وسميته (عمرو)»، كثيراً ما تعرّض «محمد» لمضايقات وسخرية من أصدقائه، لأنه أطلق اسم شقيقه الراحل على الكلب: «مش فاهمين إنه روح، بيحس زى الناس بالظبط، ولما كنت ماشى فى شارع ضلمة طلعوا عليا حرامية، ثبتونى وأخدوا منى كل حاجة، حتى كلبى (عمرو)، وحاولت أبلغ القسم عن سرقته، لكنهم رفضوا، لأنه مش مرخص».