الحاج ماهر صلاح : "أم كلثوم و عبد السلام النابلسي اتضربوا في العباسية"
جلس الحاج ماهر صلاح أمام مغسلته في ميدان العباسية يتأمل كشك الفنان نهار مطر، الذي يلقب نفسه برسام العباسية، وهو مهشم تطل منه صور القمم المصرية الفنية والدينية حزينة - كما رآها - من خلف زجاج الكشك الذي لحق به الضرر جراء الاشتباكات في ميدان العباسية.
يتذكر الحاج ماهر، 62 سنة، "أطل عليهم صباح كل يوم، أم كلثوم ،زكي رستم،عبد السلام النابلسي، الشيخ الشعراوي، تقدر تقول إنني أسلم عليهم يوميا"، ويرى الحاج ماهر أن رسومات كشك رسام العباسية "تبكي بسبب ما حدث لها ومايحيط بها"، وبدا صوته قلقا على رسومات مطر، التي يقول إن "لكل منها قصة معه، حيث رسمها بجهد وتعب كبير، وكانت فكرته عمل معرضه بشكل كشك زجاجي تطل منه البورتريهات على ميدان العباسية يكون بمثابة متحف صغير لبورتريهات الرموز المصرية منذ عشرينات القرن الماضي وصولا إلى شهداء ثورة 25 يناير لكي تقيم حوارا مع الناس في المكان".
اقترح الحاج ماهر نموذجا للاستفتاء الشعبي لحل المشكلات، حتى لا يتم هضم حق الأغلبية الصامتة، بعمل استفتاء شعبي حول أي شىء يختلف عليه المصريون، مثلا مسألة المشير يقعد ولا يمشي "نعلن في يوم عن استفتاء، الموافق يعلق علما أبيض في بلكونة بيته، ومن يرفض يعلق علما أسود، وبهذه الطريقة نعرف رأي الناس في شوارع مصر كلها رأيهم".
قرر الحاج ماهر، بسبب الملل من الجلوس في الشارع، أن يفتح محله ويجلس داخله، وبدأ يتحدث عن ذكرياته حيث كان موظفا مدنيا في الجيش المصري أثناء النكسة و حرب أكتوبر 73 و ذكرياته في مشروع تحويل عربيات نقل الجنود إلي منصات صواريخ متحركة في حرب الإستنزاف و كيف كان يحب اللواء سعد الدين الشاذلي الذي كان يرفض أن يجامله أي قائد يتفقد كتيبته بأن يدعوه للطعام فقرروا أن يصمموا له حوض بصنبور و خزان مياه ليركبه في السيارة الجيب الخاصة به التي يتفقد بها المواقع العسكرية حتي يستطيع إستخدامها لإنه لا يحب دخول الميز"المطعم في المواقع العسكرية" و كيف كان يتم معاملة افراد الجيش بعد عودتهم من حرب أكتوبر "مكنش في عسكري يدخل أتوبيس إلا لما عشرة يقوموا و يصمموا إنه يقعد بدلهم، كان الظابط الناس بتقوله يا وحش" كما كان حزن الحاج ماهر علي صور الفنانين كان حزنه علي العلاقة بين الجيش و الشعب الآن"
لا يريد الحاج ماهر صلاح ـ 62 سنة - رئيسا للجمهورية، لكن يري مجلسا رئاسيا مكونا من 7 أشخاص يفوضون أحدهم منهم ليقوم مقام الرئيس لكنه لا يتخذ القرارات بشكل فردي، وشرط أن يكون ضمن السبعة مرأة ومسيحي علي الأقل، ويتساءل الحاج "ألا يحل ذلك المشكلة، أنا لا أريد أن أسمع كلمة سيادة الرئيس مرة أخرى". وأبدا الحاج ماهر صاحب إحدى مغاسل الملابس استياءه من انفراد البعض بتقرير مصير مصر قائلا "لا يصح أن يكون من في ميدان التحرير أو في العباسية هم بس من يمثلون مصر، هناك أناس بسطاء وكبار في السن لهم رأي لا بد أن نعرفه".
فتح الحاج ماهر التلفزيون الصغير أمامه ليشاهد قناة الجزيرة مباشر تنقل ليشاهد الأحداث في شارعه من اشتباكات، بين ناس و ناس لا يعرف الطرف الأول و لا الثاني و لا الثالث و يظهر شريط الأخبار ليكتب "عاجل: وزارة الداخلية 11 حالة وفاة في أحداث العباسية" و كان تعليقه " ده شغل وزارة الداخلية إنها تعد الجثث أمال وزارة الصحة تعمل إيه، أنا أعرف وزارة الداخلية تعلن إنها هتحتوي الموقف مش هتأمن البيوت والمحلات في العباسية" و قرر الحاج ماهر في النهاية رغم وقوع الأحداث علي بعد خطوات منه ان يفصل نفسه تماما هو و ابنه ان يحوله علي إحدي قنوات الأفلام ليشاهدوا فيلم إسماعيل ياسين طرزان ربما ليصالحوا إسماعيل ياسين الذي قطعت صورته في معرض رسام العباسية نهار مطر.