بالصور| مدينة نصر تسمم كلاب الشوارع.. وحقوقيون: "يسيء لسمعة مصر"
سادت حالة من الجدل الغاضب بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، منذ أسبوعين، عندما أمر العميد عبدالله عاشور رئيس حي غرب مدينة نصر، العمال بوضع السم في الطعام المقدم للكلاب الضالة داخل الحي.
وقالت شيماء شعلان على "فيس بوك"، "حسبي الله ونعم الوكيل.. الكلاب مأمنة وبتأكل وفي الآخر تموت"، بينما استاءت آيات محجوب قائلة: "ياااه شكلهم كانوا فرحانيين عشان بس ماتوا"، بينما قال جمال: "طغى الجهل واستفاض المنكر"، إضافة إلى العشرات من التعليقات التي تعبر عن رفض إنساني لمشهد الكلاب وهي ملقاة على الأرض جثث هامدة عقب تناولها الطعام المسموم.
يكفل الدستور المصري حقوق الحيوانات، حيث تنص المادة 45 من الدستور على أن "تلتزم الدولة بحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية. ويحظر التعدى عليها، أوتلويثها، أو استخدامها في ما يتنافى مع طبيعتها، وحق كل مواطن فى التمتع بها مكفول، كما تكفل الدولة حماية وتنمية المساحة الخضراء في الحضر، والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان، وذلك كله على النحو الذى ينظمه القانون".
ويقول أحمد الشربيني مسؤول جمعية حقوق الحيوان، إن ما فعله رئيس الحي يعد "جريمة يعاقب عليها القانون، وهو فعل محرم دوليا"، موضحا أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية، تعلم بالجريمة التي يقودها البعض للتخلص من الحيوانات الضالة، على خلفية أنهم مسعورين"، وذلك على حد قوله.
وأوضح الشربيني لـ"الوطن"، أنه "بعيدًا عن ذلك، يعد إهدارا للمال العام ومنافيا للقانون، فشراء السم يحتاج أموالا تُأخذ من الأموال المخصصة للحي التابع للمحافظة"، مضيفا أن جريمة قتل الحيوانات "بشعة تسيء إلى مصر أمام المجتمع الدولي".
وشدد الشربيني على ضرورة اتباع الطرق البديلة للتخلص من الحيوانات، أو ما يسمى بـ"القتل الرحيم"، وفقا لما تنص عليه منظمات الصحة العالمية والأديان السماوية، وذلك من خلال "العقم" حتى لا يتمكنون من الولادة.
واتفقت مع الشربيني سلوى عبده مدير الجمعية المصرية للدفاع عن حقوق الحيوان، وقالت معبرة عن استيائها "واضح إن في إجماع من كل أحياء المحافظات أنهم يتخلصوا من الحيوانات.. وإحنا تعبنا من الشكاوي"، مضيفة "حررنا محضرا ضد محافظ القاهرة، نظرًا لكثرة التعدي على حيوانات الشوارع".
وتابعت عبده لـ"الوطن": "الرفق بالحيوان من خلال تقديم الطعام إليه، وحمايته من أوبئة الشوارع، وحوادث الاصطدام التي يتعرض لها"، موضحة أن رعاية الحيوانات والرفق بهم "يثاب عليها المرء في الآخرة"، مشيرة إلى أنهم قاموا بعدة وقفات أمام التنمية المحلية لوزارة الزراعة، لكن باتت دون جدوى، ولا أحد يستجيب لمطالبهم، على حد قولها.