ناشطة تونسية لـ"الوطن": "ياليتنا نذكر الأسير الفلسطيني كل يوم وننساه في 17 أبريل"
فدوى البرغوثي وقيادات نادي الأسير في تونس
"الأسير الفلسطيني مسيحنا الجديد الذي يدمي لنبرأ ويشقى لنسعد ويكلم لنضحك، هو سياج الوطن كل الوطن، يتصدّى لقهر الزمن وظلم العدوّ وآلة تعذيبه وجدران عزله حتى لا يُعزل الباقون هناك في باحات فلسطين، وحتى يعيشون حياتهم دون عذاب، هو حارس آبتساماتنا وأعيادنا ونجاحاتنا". بتلك الكلمات تحدثت غادة زرقوبة الناشطة التونسية عن قضية الأسرى الفلسطينيين.
وتقول غادة زقروبة، إن "الجسد الفلسطيني الأسير هو جرح غائر ينزف كل يوم فداء لتلك الدماء التي تجري في عروق الآخرين خارج المعتقل، نزف وحده من يكلم به ومن يتعذّب به بعيدا عن حسنا الأناني الذي لا يذكر الأسير الفلسطيني إلا في يوم وحيد يوم الأسير الفلسطيني من كل عام فياليتنا نذكره كل يوم وننساه يوم 17 أبريل".
وأضافت زقروبة لـ"الوطن": "قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية حيوية تقع في صلب قضية التحرر الوطني، فجسد الأسير الفلسطيني يحمي حياة الباقين من النهب الحيوي. يفديهم بعمره المسروق حتى لا تنسرق أعمارهم وأحلامهم، جسد الأسير الفلسطيني جدارية نُقش عليها اسم الوطن بكامل الحرمان وبكامل الوجع وبكامل العذاب فهو الذي يتلقّى ضربات العدوّ بالتعذيب والتنكيل حتى يواري سوءة العروبة وسوءات الإخوان والأشقاء الذين تخاذلوا، لكنّه في كل ذلك يشعر بأنه يتلقّى ضربات القهر حتى لا يُصفع الوطن".
وتتابع: "يجب أن نكون على بال بأن الأسير الفلسطيني هو مقاوم بالدرجة الأولى، هو مقاوم في فضاءات أخرى تنقسم وفق التقسيم الوظيفي لمقتضيات التعذيب التي تتشكّل لتكوّن الحيّز الضيق للإجرام (المعتقل)، والأسير الفلسطيني إذ يقاوم فهو يكمّل مهام المقاتل على جبهات المواجهة مع العدوّ الصهيوني، الجسد الفلسطيني الأسير هو ذاكرة وأرشيف وطني عضوي، يحمل تاريخ رعبه وتاريخ ثباته، تاريخ الفضاعات التي تناوبت عليه وتاريخ صلابته، تاريخ جدلية الموت والحياة التي نُقشت على لحمه وتاريخ الموت المكرور لذّة سادية يمارسها عدوّه، تأبى عليه أن يفنى".
وأشارت زقروبة، إلى أنه من أشكال المقاومة الجديدة للأسرى "المقاومة البيولوجية"، هذا الصنف من المقاومة الحيوية هو إخصاب الحياة من الموت ونزع النسل من العدم بما يُعرف بأسلوب "النطفة المهرّبة"، هذه "المقاومة البيولوجية" تخصّ الأسرى المحكومين بالأحكام العالية التي ستحرمهم من الانجاب، والنسل بالنسبة للفلسطيني ليس متعة الأبوّة فحسب بل مقاومة المحتلّ بالحفاظ على الوجود الفلسطيني من خلال التكاثر.
يذكر أن مسؤولي نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين قاموا بزيارة لتونس التي دامت أسبوعا - من 4/4 إلى 11/4 - والتي كانت تسعى لدعم تفعيل قضية الأسرى الفلسطينيين في تونس حكوميا وإعلاميا وجماهيريا وقد نجحت الزيارة نجاحا باهرا وتكلّلت بآتفاقيات عمل مشترك بين المجتمع المدني التونسي والحكومة التونسية ونادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.