«الوصفات الطبيعية» للتغلب على نقص الخدمات الطبية فى حلايب وشلاتين
صورة أرشيفية
«الكى بالنار على مواضع الجرح لوقف النزيف بديلاً عن العمليات الجراحية، وخلط اللبن بزبد الماعز دواء مضاد حيوى للوقاية من الأمراض، والمسمار الحدادى إحدى أدوات خلع الضروس بدلاً من اللجوء إلى طبيب الأسنان».. طرق لجأ إليها أهالى مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد جنوب البحر الأحمر فى علاج المرضى، للتغلب على عدم توافر الأدوية والعجز الشديد فى أعداد الأطباء فى الوحدات الصحية، وطول المسافة بين التجمعات السكنية والمستشفيات التى تتراوح ما بين 400 إلى 600 كيلومتر.
«الكى بالنار» بديلاً عن العمليات الجراحية.. واللبن وزبد الماعز مضاد حيوى.. والأنيميا وأمراض الصدر الأكثر انتشاراً بين الأطفال
لافتة ومبنى فقط، هى الوحدة الصحية فى قرى المثلث، فلا يوجد أطباء متخصصون، ولا أدوية، غير القوافل الطبية التى ينتظرها الأهالى من حين إلى آخر، وأصبحت تمثل بالنسبة لهم طوق نجاة، فى مواجهة الأمراض الأكثر شيوعاً بين الأطفال، من أنيميا، وأمراض الصدر، نتيجة لغياب الرعاية الصحية، حيث أكد الأهالى أن المستشفى المركزى تأسس قبل أكثر من عقدين، لكنه ظل خاوياً تماماً من جميع الأجهزة الطبية، فلا يوجد فيه غرفة للعناية المركزة، ولا قسم للولادة، أو الطوارئ، لإنقاذ الحالات الحرجة التى كثيراً ما يتعرض لها أبناء المنطقة فى حوادث سير تحصد أرواحهم لعدم وجود من ينقذ حياتهم مما يضطرهم للسفر مئات الكيلومترات للعلاج فى مستشفيات القصير والغردقة.
وقال حسن عثمان: «توفى عشرات المصابين فى حوادث سير نتيجة عدم القدرة على إسعافهم بسبب وقوع أقرب مستشفى على بعد 400 كيلومتر، بالإضافة إلى غياب الأطباء المتخصصين فى مجال الجراحة والتخدير والرعاية»، لافتاً إلى أن «الأهالى ينتظرون وصول القوافل الطبية لعلاجهم».
وأكد الشيخ طاهر سدو، شيخ مشايخ حلايب، أن «المنطقة تعانى من نقص الخدمات الطبية بشكل كبير»، مضيفاً: «الوحدات الصحية مبانٍ دون أطباء أو أدوية لعلاج الأهالى، خاصة الأطفال الذين يتعرضون لأمراض متعددة. ويعتمد الأهالى على الوصفات الطبيعة للعلاج من الأمراض منها الكى بالنار، وخلط لبن وزبد الماعز لاستخدامها كمضاد حيوى، واستعمال المسمار الحدادى فى خلع الضروس لعدم توافر أطباء أسنان».
وقال: «لا يوجد تخصصات طبية أو أدوية فى الوحدة الصحية بأبورماد، ويضطر الأهالى للتوجه إلى مدينة الغردقة على بعد 600 كيلو لإجراء تحاليل أو أشعة، بسبب عدم وجود معامل التحاليل»، مطالباً القوات المسلحة بأن تنشئ مستشفى متكاملاً لخدمة الأهالى.
وكان وفد برلمانى تفقد المنطقة الشهر الماضى، وأوصى فى تقرير له بضرورة زيادة أعداد الأطباء فى التخصصات التى يوجد بها عجز، وإنشاء قسم للعمليات الجراحية، وتوفير الأدوية الضرورية للأهالى، وإقامة مكاتب صحة لقيد المواليد والوفيات.
من جهته، قال وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، الدكتور علاء عوض، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن هناك اهتماماً من الدولة للنهوض بقطاع الصحة فى مدن الجنوب، مضيفاً أنه جارٍ إنشاء مستشفى شلاتين الجديد بتكلفة ٩٨ مليون جنيه، يضم 23 سريراً وغرفة عناية مركزة، وعمليات جراحية، وتوفير جميع الخدمات الطبية لأهالى المنطقة.
وأكد أن نسبة الإنجاز وصلت إلى ٨٢٪، بجانب إنشاء مدرسة تمريض بالمستشفى بها 46 طالباً وطالبة، موضحاً أن مستشفى الشلاتين الجديد سوف يتم التسويق لها لتصل إلى السودان وأفريقيا.