«العاشر من رمضان».. المدينة التى أصبحت رمزاً لانتصار إرادة التعمير
موقع أحد مشروعات الإسكان الاجتماعى
حديقة خضراء صغيرة مربعة الشكل، تتوسط 3 عمارات سكنية تطل على الحديقة، تخترقها عدة مسارات أسمنتية للمشاة، تتصل بشوارع المجاورة المتسعة، التى تضم أشكالاً موحدة للعمارات والحدائق، بلاط «الإنترلوك» يزين الأرصفة ويطيل من عمرها ويحافظ على نظافتها، وفى منتصف المجاورة توجد مناطق الخدمات التى يوجد بها المدارس والحضانة والوحدات الصحية، نوافذ بعض الشقق مفتوحة بعد أن سكنها بعض المواطنين المقبلين من محافظة الشرقية، وبعض مواطنى المحافظات الأخرى، الذين يعملون فى مصانع المدينة الصناعية الشهيرة.
نماذج الإسكان الاجتماعى الجديدة فى مدينة العاشر من رمضان بإمكانها تغيير الصورة الذهنية السلبية عن المساكن الحكومية التى اشتهرت برداءة التصميم والإنشاء، وعدم جودة بنائها وتآكل أعمدتها بعد سنوات قليلة من إنشائها، وطفح الصرف الصحى بها، وعدم وصول مياه الشرب إليها، لكن تصميمات المساكن الاجتماعية الجديدة تزيد مساحة الشقق فيها على 90 متراً، وتتميز بتهوية جيدة ووجود مساحات خضراء كثيرة بجوارها.
معاون رئيس المدينة: نعيد تأهيل المبانى القديمة بالمدينة عبر تطوير واجهاتها ومرافقها الأساسية
مساحة العاشر من رمضان الكبيرة، 94 ألف فدان، أهلتها لإنشاء آلاف الوحدات السكنية بمشروع الإسكان الاجتماعى الذى تتبناه الدولة، وتم تقسيم المشروع إلى 4 مراحل تم الانتهاء من بعضها ويجرى تسليمه إلى المواطنين، والمراحل الأخرى فى التشطيبات النهائية قبل تسليمها للسكان. بالقرب من وسط المدينة، وبجوار مساكن حكومية قديمة، يجرى العمل على قدم وساق لإنشاء وحدات جديدة للإسكان الاجتماعى، ورغم مرور 40 يوماً فقط على بداية العمل فى المنطقة، فإنه تم الانتهاء من صب أسقف الطابق الأول من بعض العمارات، وتستعين كل الشركات الآن بسيارات الخرسانة جاهزة الإعداد لتوفير الوقت والجهد.
وعن العمل بالمشروع، يقول عادل الدسوقى، نائب رئيس جهاز تنمية العاشر من رمضان: «سيتم بناء 62 عمارة للإسكان الاجتماعى فى هذه المنطقة، بواقع 23 ألف وحدة سكنية، وتم الانتهاء من الحفر ووضع الخرسانة العادية أو اللبشة والخرسانة المسلحة والأعمدة خلال 40 يوماً فقط، وقبل هذا التاريخ كانت هذه الأراضى المملوءة بالأخشاب والأعمدة، صحراء جرداء وسيتم الانتهاء من هذه العمارات خلال عام واحد فقط، وتم تشطيب واجهات عمارات الإسكان الاجتماعى بلون موحد على مستوى الجمهورية، ألوان برتقالية تتقاطع مع ألوان بنية فاتحة عبارة عن مواد أسمنتية، تسمى سيفتو دراى ميكس، وهى ألوان طبيعية لا تتأثر بعوامل الطقس ولا تحمل الأتربة، مشيراً إلى أن موظفى الحى يقومون بتحرير محاضر ضد المواطنين المخالفين، الذين يقومون بهدم بعض جدران الوحدات الداخلية، أو من يقومون بعمل نشاطات تجارية داخل البلكونات بالأدوار الأرضية، وفى الحى الـ16 يتم إنشاء 584 بواقع 1700 وحدة سكنية تابعة للإسكان الاجتماعى».
«الدسوقى»: بناء أساسات 62 عمارة للإسكان الاجتماعى فى 40 يوماً.. وتشطيب الواجهات بلون موحد
شريف عبدالبديع محمد، مهندس شاب، ولد فى مدينة العاشر من رمضان قبل 34 عاماً، بعد أن أتى والده من مدينة أبوكبير بمحافظة الشرقية ليعمل فى محطة الصرف الصحى، نشأ شريف وكبر داخل المدينة الجديدة، والتحق بكلية الهندسة جامعة بنها، ثم تم تعيينه فى عام 2005 بمركز المعلومات بجهاز مدينة العاشر من رمضان، وقدم فى المسابقة التى أعلنت عنها الوزارة لشغل منصب معاون رئيس الجهاز لتهيئة الشباب لتولى المناصب القيادية لاحقاً، وفاز فيها وهو يعد نفسه الآن لمناقشة رسالة الماجستير قريباً.
يقول معاون رئيس الجهاز الشاب: «أجريت الاختبارات على 3 مراحل وتم توقيع عقد مع الفائزين لمدة عام، قبل أن يفتح بعد أن أثبت كفاءتى الحمد لله، وبما أننى كنت فى قسم المعلومات فإننى أعرف كل شىء عن الجهاز»، ويضيف «شريف»: «يجرى حالياً إعادة تأهيل المبانى القديمة ليس من الواجهات فقط لكن من المرافق الرئيسية مثل المياه والصرف الصحى، وتركيب بلاط «الإنترلوك» بأرصفة المشاة».
وأوضح أن الكهرباء من المرافق الرئيسية التى تم توصيلها للأحياء الجديدة التى توجد بها عمارات الإسكان الاجتماعى، حيث تم تنفيذ شبكات كهرباء بطول 45000 كم، كما تم الانتهاء من إنشاء 9 محطات كهرباء بإجمالى طاقة 905 ميجا، وتابع: «تم أيضاً تنفيذ شبكات طرق بطول 675 كم، منها 70% طرق مزدوجة، كما تم تنفيذ شبكات اتصالات بطول 1084.92 كم، مع زراعة المسطحات الخضراء وتشجير الطرق وصيانتها وحديقة بمساحة 90 فداناً، مع تنفيذ عملية زراعة الجزيرة بين المرحلتين الثانية والثالثة بمساحة 40 ألف متر مربع، وجار استكمال 10 آلاف متر مكعب مع تنفيذ عملية استكمال زراعة المحاور الرئيسية بالمدينة».
من جانبه، يقول المهندس عادل النجار، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان: «تم الانتهاء من تنفيذ 8700 وحدة سكنية بالمرحلة الأولى من مشروع الإسكان الاجتماعى، وجار الآن تسليمها لمستحقيها، وفى المرحلة الثانية يجرى الآن الانتهاء من وضع اللمسات النهائية لعدد 6680 شقة سكنية تمهيداً للتسليم، أما المرحلة الثالثة من الإسكان الاجتماعى فإنه يجرى تنفيذ 8540 وحدة سكنية، مع طرح 11420 وحدة أخرى للإنشاء، كما يتم الآن تخطيط 1340 وحدة، وفى المرحلة الرابعة تم الإسناد بالأمر المباشر لبعض الشركات لتنفيذ 14 ألف شقة، وبذلك يصل إجمالى عدد وحدات الإسكان الاجتماعى فى مدينة العاشر من رمضان إلى 51120 وحدة، وتتوزع عمارات الإسكان الاجتماعى على الحى الحادى عشر، والحى السادس عشر، والحى الخامس عشر، والحى التاسع».
ويضيف رئيس جهاز المدينة: «فى إطار مشاركة الهيئة فى خطة الدولة لتوفير وحدات سكنية ذات طابع معمارى متميز ومستوى تشطيب جيد للشباب ومحدودى الدخل قامت الهيئة بطرح مشروعات الإسكان الاجتماعى فى عدد 21 مدينة جديدة، بمساحة تصل إلى 90 م2 للوحدة، وعليه فقد تم طرح وتنفيذ مشروع الإسكان الاجتماعى بمدينة العاشر من رمضان على ثلاث مراحل بإجمالى مساحة 7451 فداناً وعدد عمارات 1918 عمارة، تشمل 38360 وحدة، وقد تم إنشاء مدينة العاشر من رمضان، بموجب القرار الجمهورى رقم 249 لسنة 1977 والمعدل بالقرار الجمهورى رقم 567 لسنة 1980م، وتقع على طريق القاهرة/ الإسماعيلية الصحراوى، فى الكيلو 49٫3 من القاهرة، بعد مدينة الشروق، كما تتصل بمحافظة الشرقية التى تتبعها إدارياً من خلال طريق بلبيس الذى يزدحم صباحاً ومساء بورديات المصانع الكبيرة الموجودة هناك، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 94٫8 ألف فدان، منها 80 ألف فدان كتلة عمرانية، ويبلغ إجمالى عدد الوحدات بالمدينة 157543 وحدة، تم تنفيذها بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية وصندوق تمويل المساكن والتعاونيات وبنك التعمير والإسكان، بجانب الأهالى والمستثمرين.
ويبلغ عدد سكان مدينة العاشر من رمضان حوالى 500 ألف نسمة، ومن المستهدف أن يصل العدد إلى 2.1 مليون نسمة بحلول عام 2032، ويوجد بالمدينة 365 مبنى خاصاً بالخدمات، عبارة عن 37 مدرسة، و14 مستشفى ومركزاً طبياً والتأمين الصحى، و38 مبنى للخدمات التجارية، و5 مساجد تابعة لوزارة الأوقاف بجانب 3 كنائس، بالإضافة إلى مبانى السنترالات والخدمات العامة، فى كل القطاعات الحكومية»، للتغلب على زيادة أعداد السكان بالمدينة فى الفترة المقبلة واتساع نطاقها، يقول ماهر على شرف، رئيس الإدارة المركزية للتنمية بجهاز العاشر من رمضان: «يتم تغذية المدينة بمياه الشرب النقية من محطتى تنقية المياه بطاقة 570 ألف متر مكعب من المياه و20 ألف متر مكعب من محطة آبار جوفية. ويجرى حالياً تنفيذ مشروع المآخذ والروافع والخطوط الناقلة للمياه العكرة بتكلفة قدرها 1٫262 مليار جنيه، لنقل 1٫2 مليون متر مكعب إلى محطة التنقية الجديدة، التى تنفذ على مرحلتين، كما تم تنفيذ شبكات مياه بطول 1282.564 كم، وبتكلفة قدرها 548 مليون جنيه، وتم تنفيذ شبكات رى بطول 93٫5 كم، وجار تنفيذ خطوط المياه المرشحة عدد 4 خطوط من محطة التنقية الجديدة بتكلفة 144 مليون جنيه».
وعن توصيل أعمال مرافق البنية التحتية لأحياء المدينة يقول «شرف»: «جار تنفيذ أعمال مرافق البنية التحتية للأحياء الـ16، والـ13، والـ15، والـ26، والـ33، كما تم تنفيذ محطة معالجة ميكانيكية للصرف الصحى بطاقة 286 ألف متر مكعب يومياً، ويجرى أيضاً تنفيذ محطة معالجة لمياه الصرف الصناعى بطاقة 100 ألف متر مكعب يومياً، وإضافة المعالجة الثنائية والثلاثية لمياه الصرف الصحى الآدمى، مع العمل على تنفيذ مشروع فصل الصرف الصناعى عن الآدمى داخل الكتلة السكانية، حيث تم توصيل شبكات الصرف الصحى بطول 734.643 كم، مع تنفيذ مزارع تجريبية لاستيعاب مياه الصرف بمساحة 3215 فداناً، وتنفيذ شبكة الرى للمسطحات الخضراء باستخدام مياه الصرف الصحى المعالج ثلاثياً لمناطق الحى السابع، والحى الثامن، وللاستفادة من مياه الصرف الصحى وعدم إهدارها يجرى حالياً تنفيذ شبكة الرى للمسطحات الخضراء باستخدام مياه الصرف الصحى المعالج ثلاثياً بالحى الخامس، والسادس».