الصنايعية: الطلب علينا كتير.. ودخولنا تحسنت
أعمال بناء العمارات السكنية الجديدة
على أطراف مدينة العاشر من رمضان يقع حى جديد للإسكان الاجتماعى بالقرب من الحى السادس عشر، يجرى العمل فيه على قدم وساق للتسليم فى الموعد المقرر، وسط العمارات السكنية توجد أطنان شكائر الأسمنت، والحديد مع الأدوات الصحية، وقطع سقالات الحديد، يتنقل بعض الصنايعية فوق السقالات بخفة ونشاط، خارج العمارات الجديدة فيما يعمل النقاشون داخل الوحدات مع أصحاب المهن الأخرى. أحمد السوهاجى، 40 سنة، مبيض محارة، يرتدى كاباً أبيض، ويقف على سقالة حديدية ويعمل بهمة ونشاط، ويقول: «أعمل فى عمارات الإسكان الاجتماعى بالعاشر من رمضان منذ عام، ويبلغ عدد المبيضين هنا 100 صنايعى وعامل ويعملون فى أكثر من عمارة، والعمل يجرى بانتظام شديد وسرعة ودقة عالية، لأن المهندسين يستلمون منا ولا يتركون أى خطأ، لذلك نحرص على تنفيذ شغلنا على أكمل وجه، ونعمل مع الشركات بنظام المتر، وأنا أفضل هذا النظام لأنه ينعكس بالإيجاب على العامل، لأنه لو اشتغل 20 متر فلوسهم هيروحوا له، ولو ما اشتغلش غير 5 متر مش هياخد فلوس»، ويضيف: «الشغل بالإنتاج أحسن حاجة، لكن الشغل مع المقاولين باليومية أصعب لأنهم بيمصوا دمنا وبيدونا فلوس قليلة، ويتراوح سعر المتر الداخلى بين 15 و20 جنيه، أما المتر الخارجى فيتراوح سعره من 40 إلى 50 جنيه».
«السوهاجى»: «الصعايدة هما اللى بنوا البلد لأنهم موجودين فى كل المشروعات الجديدة»
يبتسم أحمد ويقول مفتخراً: «أنا من الصعيد والصعايدة هما اللى بنوا البلد، وفيه ناس كتير من بلدنا شغالة هنا، لو فيه شغل مفتوح الناس كلها بتطلع عمال الرخام والكهرباء والنقاشة كله بيشتغل، وأجرة صنايعى المحارة 130 جنيه أما أجرة العامل أو المساعد 80 أو 90 جنيه والحمد لله الأجر مناسب رغم غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار خاصة اللحوم والزيت»، ويلتقط منه زميله سيد حماد أطراف الحديث ليقول: «بنشتغل من الساعة 8 الصبح لحد الساعة 5 ونروّح، احنا ساكنين فى شقة بالإيجار مع زمايلنا فى العاشر هنا، وبنطبخ كل يوم لما بنروّح لكن واحنا هنا بنشترى أكل من أى كانتين، أنا سعيد بالعمل فى المشروع القومى للإسكان الاجتماعى، لأنه مشروع مهم جداً للمصريين، وبصراحة جودة العمل فيه جيدة جداً، عكس ما كان يحدث فى الماضى فى مشروعات الدولة التى كانت تنفذ بأسوأ الإمكانيات والمواد بسبب نظام المناقصات الذى كان يجبر المقاول على تقديم أقل سعر للفوز بالمناقصة، وبالتالى سيحاول توفير أى ربح على حساب العامل، أو مواد البناء مثل التقليل فى الأسمنت على سبيل المثال، وكلنا تابعنا العمارات الحديثة التى سقطت مؤخراً بسبب ذلك». من جانبه، يقول محمد على الصياد، 30 سنة، نجار مسلح من محافظة الشرقية: «أسعد إنسان بالمشاريع الجديدة هو الصنايعى لأنه بيضمن إنه هيلاقى لقمة عيش خصوصاً إن شغلته مش دايمة على طول، يعنى مش زى الموظفين، وأنا كان نفسى آخد شقة من دول لكن لما رحت سألت قالوا لازم يكون متأمن عليك واحنا صنايعية ومش متأمن علينا، يعنى احنا بنتعب فى الشغل والعمارات دى بتطلع على إيدينا وحلم حياتى أسكن فى شقة هنا».
أما المهندس محمود أبوالوفا، صاحب إحدى شركات المقاولات المنفذة للمشروع الضخم، فيقول مبتهجاً: «تقوم شركتى بتنفيذ 36 عمارة فى مواقع إنشاء الإسكان الاجتماعى بمدينة العاشر من رمضان، وسننتهى منها خلال عام واحد فقط، قمنا فى البداية بعمل جسات لمواقع الإنشاء لتحديد مناسيب القواعد الخرسانية والتأسيس، ويعمل بالشركة عمالة كثيرة جداً، حيث يبلغ عدد مبيضى المحارة مثلاً 1000 صنايعى، ومثل العدد تقريباً من البنائين، والنجارين والمبلطين والنقاشين، المشروعات الكبيرة تستقطب أعداداً كبيرة من، العمالة، وبالطبع الكل يستفيد من المشروعات العملاقة، والعمل مستمر فى المشروع لمدة 24 ساعة، ولا توجد إجازات، لتسليم المشروع فى موعده المقرر». ويضيف أبوالوفا، بنبرة مملوءة بالسعادة: «أنا قاعد هنا فى الموقع، أنا وأولادى الاتنين المهندسين، ويعمل معنا بالشركة حوالى 50 مهندس يباشرون العمل فى هذا الموقع الكبير، وتقوم الشركة بتوفير معظم مستلزمات البناء والإنشاء مثل الأبواب والألوميتال والطوب ذاتياً، ولا تقوم بشراء باقى مستلزمات التشطيبات النهائية إلا من شركات أخرى»، وأوضح أنه يعمل فى مشروعات الإسكان منذ 40 عاماً فى مدينة 15 مايو والعاشر من رمضان و6 أكتوبر والعبور والقاهرة الجديدة والإسكندرية، وجنوب سيناء».