صحيفة لبنانية: نبيه بري حث السيسي على التقريب بين الرياض وطهران
أرشيفية
ذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه به مؤخرًا في القاهرة بأن تتوسط بلاده لإطلاق حوار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والنظام السعودي، مؤكدًا أن تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية يشكل أساسًا لإنهاء الفتنة المذهبية وأزمات المنطقة.
وأضافت الصحيفة، في عددها الصادر، الثلاثاء، عن بعض الذين تسنّى لهم الاطّلاع على أجواء زيارة بري الأخيرة للقاهرة ولقاءاته فيها، ولا سيما منها لقاؤه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قولهم إنّ الرئيس بري 'ترك لدى الأخير "وديعة" هي عبارة عن رغبة بأن تبادر مصر بما لديها من علاقات متينة مع الرياض، وكذلك مع طهران، دافعة في اتجاه إقناع البلدين بالدخول في حوار بينهما لتطبيع العلاقات السعودية ـ الإيرانية خصوصاً، والعربية ـ الإيرانية عموماً، لأنّ مثل هذا الأمر يشكل المنطلق الأساس لإنهاء الأزمات في المنطقة ولإنهاء الفتنة المذهبية التي تشهدها المنطقة وتهدّد بتفكك العالمَين العربي والإسلامي'.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادرها: أن "بري كان ولا يزال يري أنّ مفتاح الحلول لأزمات المنطقة هو التقارب بين الرياض وطهران، لأنّ من شأنه إذا حصل أن ينعكس هدوءاً علي كلّ جبهات التوتر والنزاع المذهبي، فتتوافر الحلول لأزمات اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان".
وأشارت إلي أن الرئيس بري يعتبر أنّ "مجرد حصول مثل هذا التقارب من شأنه أن ينعكس أولاً علي لبنان، كون أزمته هي الاقل تعقيداً والأسهل حلاً من بين بقية أزمات المنطقة، فمجرد انتخاب رئيس جديد للجمهورية تنفتح الأبواب لحلّ بقية القضايا اللبنانية الداخلية المختلف عليها بين الأفرقاء السياسيين".
وقالت: إن "من ضمن "وديعة" بري لدي القاهرة أيضاً أن يبادر الرئيس المصري في اتجاه الجانب السعودي لكي تعيد المملكة إحياءَ هبة المليارات الأربعة من الدولارات التي كانت قدمتها للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وأوقفتها قبل أسابيع إثر تصاعد الحملات الإعلامية بينها وبين حزب الله".
وأكدت أن "بري فاتح الجانب المصري في ما يمكن أن يقدّمه الجيش المصري من مساعدة ودعم للجيش اللبناني في مختلف المجالات، خصوصاً في ظلّ المعركة التي يخوضها ضدّ الإرهاب في الداخل وعلي الحدود اللبنانية ـ السورية، وهي المعركة نفسها التي يخوضها الجيش المصري في سيناء وغيرها من المناطق المصرية التي تنتشر فيها الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلّحة المتطرّفة'.
وأضافت "الجمهورية": "سينتظر بري ومعه اللبنانيون ما يمكن للجانب المصري أن يقوم به من تحرّكات في اتجاه الرياض وطهران في قابل الأيام والأسابيع، ولكن ليست هناك أيّ أوهام لدي أحد في أنّ شيئاً دراماتيكياً سريعاً سيحصل قريباً بين هاتين العاصمتين الكبريين والمؤثرتين جداً في أوضاع المنطقة والأزمات التي تشهدها، لكنّ تطوّر الأحداث الجارية في الساحات اليمنية والعراقية والسورية في هذه الأيام تشي بأنّ ساعة التفاوض الفعلي بين المتنازعين لم تعد بعيدة وأنّ المسألة بدأت تُحتسب بالأشهر بعدما كانت تُحتسب بالسنوات".