"عمرو": مواقفنا من أمن الخليج واضحة ولن نقف مع دولة على حساب أخرى
قال الدكتور محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، إنه التقى اليوم الرئيس مرسي، ووزير الخارجية الإيراني بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وكان الموضوع الرئيسي هو الملف السوري، وتدهور الأحوال هناك. وأضاف "عمرو" خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة بمشاركة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أن أعداد القتلى يوميا والدمار الذي حل في تزايد مستمر، بينما بلغ حجم إعادة الإعمار إذا توقف الصراع اليوم ليس أقل من 50 مليار دولار، مؤكدا أن إيران دولة فاعلة في سوريا، ودورها مهم وهذا الدور سيكون مقدرا من المنطقة كلها.
وأضاف "عمرو" أن أمن الخليج أمر مهم لمصر، قائلا: "مواقفنا واضحة من كل الأطراف ولن تكون مواقفنا مع دولة على حساب دولة أخرى".
بينما أعرب وزير الخارجية إيراني، علي أكبر صالحي عن سعادته لقدومه في مصر "أم الدنيا" مرة أخرى كما وصفها، مشيرا إلى أن هذه الزيارة التي التقى خلالها الرئيس المصري ووزير الخارجية تطرقت لأمور شتى من بينها الملف السوري والعلاقات الثنائية بين مصر وإيران، ويبدو أنها في حالة تطور بحمد الله.
وفيما يخص الملف السوري، قال "صالحي" إنه الملف الأهم في المنطقة وهو ملف صعب جدا والخروج من هذه الأزمة يحتاج إلى صبر وحكمة ودقة، وأن نكون منصفين ومتوازنين في المشاريع التي تقدم لحل هذه القضية، ونحن نؤكد أنه على أي حكومة بما فيها الحكومة السورية أن تلبي مطالب شعبها وسوريا في وضع يحتاج إلى محاورة ومفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة ونود أن تبدأ هذه المفاوضات قبل فوات الأوان، ومع الأسف هناك قتلى وخراب ودمار في هذا البلد العريق.
وأشار وزير الخارجية الإيران إلى أن حجم الأضرار التي لحقت بسوريا تقدر بنحو 50 مليار دولار ونتمنى من صميم قلوبنا أن تقوم دول المنطقة بالاجتماع لبحث حل سوري- سوري ومنع أي تدخل أجنبي، فالغرب لا يريد الخير لنا وعلى دور الجوار والمنطقة أن يبحثوا عن حل ومخرج بشكل يقرر فيه الشعب السوري ما يريده بنفسه.
وشكر صالحي دعوة كامل عمرو لزيارة مصر والآن طرح لنا دعوة مفتوحة لأي زيارات مستقبلية لمصر وقدمنا دعوة من نجاد لـ"مرسي" لزيارة إيران ونأمل أن نرى مسؤولين مصريين في إيران في المستقبل القريب.
وقال "صالحي" إن إيران أكدت مرارا أن المبادرة الرباعية دورها مهم، وهناك دول أخرى أبدت اهتماما بهذه المبادرة مثل اندونيسيا وماليزيا وباكستان، مشيرا إلى أنه يجب أن تشمل المبادرة الدول الفاعلة في المنطقة والتي يمكن أن تبحث هدفا سلميا للخروج من الأزمة ويمنع التدخل الأجنبي، موضحا أن المبادرة الرباعية التي ترعاها مصر ستخرج بحل.
وعقب "عمرو" في رد على سؤال حول المبادرة الرباعية، قال إن المبادرة ستشمل الدول الفاعلة والدول الأكثر تضررا من الأزمة السورية، مؤكدا أن المبادرة تعمل باستمرار في الاتصال بين المسؤولين ويمكن أن تأتي بثمرة توقف نزيف الدم الذي وصل الآن إلى أكثر من 60 ألف قتيل و2 مليون نازح وآلاف من المشردين والمفقودين.
وأضاف "صالحي" أن إيران يهتم باستقرار الأوضاع والأمن القومي في الخليج الذي تطل عليه إيران كأكبر دولة، وكيف لنا ألا نهتم باستقرار الخليج الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لنا.
وأشار إلى أن موضوع السنة والشيعة تم ابتداعه خلال الخمس سنوات الماضية فقط، ولم نسمع عن أية مشكلات بين الطرفين من قبل، ومن أشعل هذه الفتنة الآن هو المستفيد، قائلا: "في العراق ولبنان، كان السنة والشيعة يتزوجون، وسوريا دولة علمانية طوال عمرها والآن ابتدعوا فتنة السنة والشيعة ليفتتوا هذه الدول، والإعلام الغربي هو من يروج لأن إيران هي المسؤول عن ذلك، فكيف لنا أن ننسى إسرائيل وندين إيران".
وتابع: "كنت مسؤولا وقت الحرب العراقية الإيرانية التي فرضت علينا، والتاريخ يعيد نفسه، لكن علينا أن نقف مع الحق ولابد أن يظهر وإيران مواقفها مواقف حق وندفع ثمن وقوفنا مع القضية الفلسطينية، والغرب على اتصال دائم بنا ويطلبون منا أن نخفف مواقفنا تجاه دعم القضية الفلسطينية، والفلسطينيون سنة ونحن ندعمهم، وإذا كان السنة معناها اتباع سنة رسول الله فإيران كلها سنة، وإذا كان الشيعة معناها حب آل البيت فالعالم الإسلامي كله شيعة، والتصنيفات ليست في صالح دول المنطقة فهي تؤجج وتثير الفتن".