اليوم.. أكثر من 160 بلدا تبرم اتفاقا حول المناخ في الأمم المتحدة
صورة أرشيفية
يوقع أكثر من 160 بلدا في نيويورك، اليوم، اتفاقا لإبطاء ارتفاع حرارة الكرة الأرضية مع الأمل بالمحافظة على الزخم المنبثق عن مؤتمر باريس في ديسمبر الماضي.
ويتوقع وصول حوالي 60 رئيس دولة أو حكومة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، من بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ونائب رئيس الوزراء الصيني جانغ غاولي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء الأيطالي ماتيو رينزي.
حتى الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف المهددة بالعزل ستحضر المراسم، ويتوقع أن تستغل المناسبة للتنديد أمام شركائها "بالانقلاب" البرلماني الذي تعتبر أنها ضحيته في بلادها.
أما على مستوى المشاهير فيبرز الممثل الحائز مؤخرا على جائزة أوسكار والناشط بيئيا ليوناردو ديكابريو الذي سيشارك في الحشد من أجل الحدث.
في وقت سابق صرحت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية سيغولين روايال التي تترأس المؤتمر الحادي والعشرين حول المناخ "لم يشهد أي اتفاق دولي على الإطلاق هذا العدد من التوقيعات في يوم واحد"، علما أن 165 بلدا ستمثل في الاجتماع.
ويعود عدد التوقيعات القياسي السابق إلى العام 1982 عندما وقع 119 بلدا اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وقللت روايال من أهمية غياب قادة عدد من الدول التي تعتبر محورية لأنها تتسبب في الكثير من التلوث، كالرئيس الاميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، مؤكدة أن "غياب البعض لا يضعف الاتفاق".
لكن التوقيع ليس إلا مرحلة أولى، فالاتفاق لن يسري إلا بعد مصادقة برلمانات 55 بلدا مسؤولا عن 55% على الأقل من انبعاثات غازات الدفيئة، ما قد يتم اعتبارا من 2017.
من جهته يريد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون من الدول أن تلتزم المصادقة سريعا "لإفهام الحكومات وعالم الأعمال أن الوقت حان لتكثيف العمل على المناخ".
فالوقت يداهم إذ اعتبر شهر مارس الأخير الأكثر سخونة على الإطلاق بحسب الأرصاد الأميركية، وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهرا متتاليا، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاما من القياسات.
ويلزم اتفاق باريس موقعيه السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية على "أقل بكثير من درجتين مئويتين" وإلى "مواصلة الجهود" لئلا يتجاوز 1,5 درجات، غير أن هذا الهدف الطموح جدا يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من أجل الانتقال إلى موارد طاقة نظيفة.
وسيكون أولاند أول من يوقع بالأحرف الأولى على النص في مراسم رسمية، على أن يبقى متاحا للتوقيع طوال عام أمام الدول الـ195 التي تفاوضت عليه.
كما ستسلط الأضواء على الدول الجزر، وهي الأكثر عرضة للخطر نتيجة ارتفاع منسوب البحار والظواهر المناخية القصوى الناجمة عن الاحترار.
وذكر رئيس وزراء جزر فيجي جوزايا فوريكي بينيمراما بأن "حدثا مناخيا واحدا كفيل بمسح كل ما أحرزنا من تقدم وتأخير نمونا".
في فبراير تعرضت فيجي لاكتساح أعصار وينستون الاستوائي العنيف.
بالإجمال اتخذت 13 دولة صغيرة معرضة لمخاطر فادحة (منها فيجي، توفالو، المالديف، بيليز، بربادوس، وساموا) الإجراءات اللازمة للمصادقة على الاتفاق الجمعة.
لكن للتوصل إلى عتبة 55 دولة/55% يجب ضمان مصادقة بلد أو اثنين من كبار الملوثين (الولايات المتحدة، الصين، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الهند). وسبق أن وعدت بكين (مسؤولة عن 20% من الانبعاثات) وواشنطن (18%) بإتمام ذلك قبل نهاية العام.
في الولايات المتحدة تم التفاوض على الاتفاق بحيث يتجنب الرئيس باراك أوباما طلب موافقة الكونجرس الخاضع للجمهوريين، الرافضين للنص.
على غرار الكثير من الاجتماعات الدولية الكبرى، ستفسح هذه القمة المجال لعقد لقاءات ثنائية.
ويجري وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري لقاء جديدا الجمعة بعد اجتماع أول الثلاثاء، لبحث تطبيق الاتفاق التاريخي المبرم في يوليو 2015 حول برنامج إيران النووي.