بروفايل| رياض القصبجي.. بريق الكاميرا ينطفئ
رياض القصبجي
وجه تتحرك كل ملامحه وطياته مع ما يتفوه به فمه، أثبت أن خلق شخصية فنية مميزة ليست بالضرورة تكون لنجم شباك يتصدَّر بطولات الأفلام، طلته المتفردة جذبت لحبه أجيال، وأغمرته سعادة لم يقتنع بسببها يومًا أن بريق الكاميرا ينطفئ من حوله، وظل متشبثًا به حتى انتصر عليه المرض، لكنه لم بنتصر على تخليده في الذاكرة.
رياض القصبجي، وفي قول آخر "الشاويش عطية"، الشخصية التي تفرّد بها وأصبحت صفة ملاصقة له، وإن تنوعت أدواره، بدأ حياته "كُمساري" بالسكة الحديد، ثم أصبح عضوًا بجماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، ثم التحق بفرقة أحمد الشامي المسرحية، والتي كان غالبية أعضائها من الهواة.
كما عمل في فرق علي الكسار وجورج أبيض وإسماعيل ياسين، وعمل في السينما مع الفنان إسماعيل ياسين في غالبية الأعمال التي حملت اسمه، وظلت شخصية الشاويش عطية، التي قدمها عدة مرات مع إسماعيل ياسين عالقة بأذهان المشاهدين.
في أبريل من عام 1962 بدأ بريق الكاميرا يختفي أمامه، حينما أتى به المخرج حسن الإمام؛ ليشارك في فيلم الخطايا بعد سماعه بأنه تماثل للشفاء بعد الشلل النصفي، الذي تعرض في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم، رغبة في رفع روحه المعنوية، فتحامل القصبجي على نفسه، وذهب متوهجًا إلى البلاتوه، مستندًا على شقيقته حتى يطمئن المخرج، ويعلم بأنه في حال أفضل، ويستطيع لعب الدور المختار له، لم يرتاح "حسن الإمام" لمظهر الشاويش عطية، وطلب منه ألّا يجهد نفسه، وطلب منه أن يستريح ولا يتعجّل العمل، إلا أن "القصبجي" أصر على التمثيل حتى وافق الإمام حتى لا يكسر بخاطره.
وما أن تقابل القصبجي والكاميرا وحاول أن يبدأ في أداء دوره، انطفأ نورها بسقوطه على الأرض بغتة فدمعت عينيه، وعاد إلى بيته حزينًا، وكانت تلك المرة الأخيرة التي وطأت أقدامهم فيها البلاتوه، وبعد عام من تلك الواقعة وخاصة في 23 أبريل 1963 رحل رياض القصبجي عن عالمنا بعدما ودع أهله وأصدقاءه بسهرة عائلية مرحة، وقيل إن أسرته لم تتمكن من تحمل تدابير جنازته، وظل جسده مسجّى في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه، حتى تبرع بجميع هذه التكاليف المنتج جمال الليثي.