بالفيديو| زراعة بدون تربة ووحدات طاقة شمسية في "أول مجمع بيئي في مصر"
أول مجمع بيئي في مصر .. وحدات للطاقة الشمسية وزراعة بدون تربة
مجمع بيئي تكسوه ألوان الطبيعة، أدواته لا تتعدى بساطة المواد البلاستيكية القديمة والزجاجات الفارغة والبراميل القديمة والأخشاب التي تحولت على يد القائمين عليه إلى تحفة فنية قبل أن تتوارى بين أكوام القمامة وتخفي ملامحها التراب.
في شارع مصر حلوان الزراعي بمنطقة حلوان يقع مجمع عين البيئة، الأول من نوعه في مصر، بني على مساحة متوسطة وسط العمارات السكنية وكان من قبل مقلب قمامة كبير يشكو منه قاطنو المنطقة، اتخذ من النباتات الخضراء زينة لواجهته، ومن اللافتات المصنوعة من القماش لوحات ترحيب للزائرين، وفي داخله يصطف فريق عمل واحد من الشباب، اتفقوا جميعهم على الأبيض لوناً موحداً لملابسهم، وعلى حماية البيئة هدفاً لهم.
ينقسم المجمّع إلى وحدات مختلفة في الداخل، منها ما اختص بإنتاج الخشب من المخلفات الزراعية، ومنها ما يحول حرارة الشمس إلى كهرباء للإنارة، وآخر يعمل لتربية النباتات والأسماك بنموذج يحاكي الطبيعة.
يقول المهندس سامي برسوم استشاري إعادة تدوير المخلفات الصلبة والزراعية بالمجمع، وقع الاختيار على هذا المكان تحديدا لأنه كان من قبل مقلب للقمامة يشكو منه السكان واعتمدنا على الشباب لإقامة هذا المجمع البيئي.
وأضاف برسوم لـ"الوطن": "فكرنا نحول المخلفات دي لمنتجات تتباع وتجيب فلوس وقسمنا المشروع لمعارض صغيرة وكل شخص هنا بيقوم بدور مختلف"، موضحا أن الخطوة الأولى تبدأ من وضع المخلفات على آلة تسمى "سير ومكبس" سير لفرز المخلفات لتفصل بين المواد الصلبة والورق والمخلفات العضوية، ثم يذهب كل نوع إلى حيث تجرى الاستفادة منه وتحويله لمنتج ومكبس للضغط وتقليل حجمها.
"إدخال حطب الأرز في الآلة وتحويله إلى خشب كونتر يستخدم في صناعة الأثاث والمطابخ وغيرها".. خطوتان فقط تلخصان آلية عمل وحدة إنتاج الخشب من المخلفات الزراعية كحطب الأرز، الموجودة داخل المجمع، حيث يوضع الحطب من ناحية ليخرج لوحاً خشبيا في دقائق قليلة، من الناحية الأخرى، حسبما وصف المهندس الاستشاري.
في الواجهة الأمامية من المجمع تقع وحدتان للزراعة بدون تربة، في أسفل كل منهما حوض سمكي وأعلاها قصاري الزرع الخضراء فيتغذى كلاهما من مياه واحدة تتجدد في دورة حياة تحاكي المنظومة الطبيعية.
ويصف برسوم طبيعة عمل الوحدة قائلاً: "تغير المناخ خلانا نفكر في طريقة الزراعة بدون تربة، بنجيب حوض سمك ويعيش فى الميه وفضلاته بتطلع للزرع كسماد عضوي علشان ينمو ويكبر"، لافتاً إلى نوع آخر من الزراعة بدون تربة وتعتمد فكرته على حوض زجاجي أو فايبر يوضع داخله الزرع ويتم تمرير المواد غذائية معينة إلى النباتات عن طريق المواسير الموصلة بالحوض كبديل عن طريقة الزراعة بالتربة.
"فضلات الأكل وفضلات الحيوانات بنحطها في خزان كبير ولما تسخن يطلع غاز اسمه بيوجاز"، كلمات وصف بها برسوم كيفية استخراج غاز البيوجار الذي يستخدمه الفلاحون عن طريق وضع بقايا الحيوانات مع كمية من المياه في درجة حرارة عالية حتى تصل لمرحلة "التخمير"، فينتج منه غاز يوقد منه البوتاجازات ويدفئ محطات تربية الفراخ.
لم تقتصر أنشطة المجمع على إعادة تدوير المخلفات فقط، فامتدت إلى استغلال الطاقة الشمسية في الإنارة والتسخين، وتقوم فكرتها على تحويل شبابيك المنازل إلى زجاج يوضع فوقه خلية تحول طاقة الشمس إلى كهرباء للإنارة، إضافة إلى تحويل البراميل الصاج القديمة وإطارات السيارات إلى كراسي ملونة تمهيداً لبيعها إلى الشاليهات والقرى السياحية.