الاحتفال بـ"شم النسيم".. موسم الفتاوى بين شيوخ السلفية والأزهر
علي جمعة
مع اقتراب الاحتفال بأعياد شم النسيم، كالعادة يبدأ موسم فتاوى تحريم أو إيجاز الاحتفال به، والتي كان آخرها فتوى الشيخ سامح عبدالحميد الداعية السلفي، بالتحريم معللا رأيه بأن المسلمين لهم عيدين فقط وهما "الفطر والأضحى"، وشم النسيم عيد لغير المسلمين، ولا يجوز للمسلم أن يشارك غير المسلمين في أعيادهم الدينية، ولكن يجوز للمسلم أن يُهنئ المسيحي بنجاح ابنه أو بزواجه أو بشفائه، ويجوز عيادته عند المرض، ومواساته عند المصيبة. بحد قوله.
وترصد "الوطن" أشهر فتاوى الشيوخ حول الاحتفال بـ"شم النسيم" بين الإيجاز والتحريم المطلق:
ـ ياسر برهامي:
حرم ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، الاحتفال بشم النسيم، قائلا: "ليس من أعياد أهل الإسلام، بل عيد موروث عن الفراعنة، ولا يجوز للمسلمين اتخاذه عيدا، خاصة أنه يعقب يوم عيد النصارى، المسمى بعيد القيامة، ما يؤكد وجود خلل في الفهم".
ـ الشيخ عطية صقر:
رفض الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، الاحتفال بشم النسيم، حيث يرى عدم وجود أي داع للحرص على طعام بعينه في هذا اليوم، مع أن الحلال كثير وهو موجود في كل وقت، كما رفض المجاملة على حساب الدين واستشهد بقول النبي: (من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مئونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكَّله الله إلى الناس).
ـ الشيخ علي جمعة:
أجاز الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعدد من علماء الأزهر، الاحتفال بعيد شم النسيم، ورفضوا الفتاوى التي تحرم مشاركة المسلمين لإخوانهم الأقباط في الاحتفال بشم النسيم، مطالبين المسلمين بالخروج إلى المتنزهات والأماكن العامة بشرط الالتزام بآداب الإسلام.
وقال الدكتور على جمعة في تصريحات سابقة: "الإسلام لا يعرف سوى عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحي، والمشاركة في يوم شم النسيم والخروج للحدائق العامة والمتنزهات وشم الزهور والورود التي تتفتح، هو أمر مباح". وأشار إلى أن هذه الأمور تأتي من باب العادة، ويجوز المشاركة فيها بشرط الالتزام بالضوابط والآداب العامة، كما انتقد الفتاوى التي تحرم أكل الرنجة، مؤكدا أن أكلها حلال.
ـ الشيخ محمود عاشور:
رفض الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أي فتاوى تحرم الاحتفال بشم النسيم، وقال: "إن هذا الرأي يخضع لفكر متشدد لأن الرسول كان رمزا للتسامح مع غير المسلمين، فكان يزور جاره النصراني في أثناء مرضه، وقام لجنازة يهودي حينما مرت عليه".
وأكد عاشور، أن مشاركة المسلمين في مثل هذه المناسبات لإخوانهم الأقباط يأتي من باب الإحسان والمروءة بأن نجاملهم في مناسباتهم، ونتبادل معهم التهنئة في أعيادنا وأعيادهم.