أول مطعم لمرضى «حساسية الطعام»: «نفسنا ناكل برّه»
مرضى حساسية الطعام.. معاناة منذ الطفولة
«المنسى».. هكذا هو الحال مع مريض حساسية الطعام فى مصر، لا تعود جولاته داخل محال الأطعمة والبقالة بشىء، كل المعروض يصيبه بحساسية، حتى إذا خلت المكونات المكتوبة أو المذكورة من مثيرات الحساسية، تبقى خطوط الإنتاج محملة ببقايا المنتجات الأخرى، الدولة لا تدعمهم بشىء، اللهم إلا بعض القرارات بإنتاج مخبوزات خاصة بهم كما جاء على لسان مدير بحوث تكنولوجيا التغذية، قبل شهر، لكنهم لم يعلموا عنها شيئاً حتى الآن.
أطعمتهم غير متوافرة وأسعارها مرتفعة وتعامل معاملة السلع الترفيهية.. ونادى الشمس الرياضى تحمس للفكرة «باكو البسكويت بـ25 جنيه.. مين يقدر على كده؟»
الحساسية التى يصاب بها عدد غير معلوم من الأطفال والكبار فى مصر، لا يتوافر بشأنها أرقام دقيقة.. لم تكن «مروة» تعلم شيئاً عن هذا المرض قبل شهور قليلة، فأبناؤها كبار ولم يعانوا قط منه، لكن بعض المتاعب التى مر بها أحدهم كشفت عن حساسية متأخرة للقمح «سيليلاك».. صدمة أصابت العائلة التى لم تعد صغيرتهم تقدر على شراء منتجات من الخارج كما كانت من قبل، لذا فكرت الأم بصحبة مجموعة من صديقاتها اللائى يعانى أبناؤهن من حساسية لأنواع أخرى من الطعام فى إيجاد مطعم يخص أبناءهم داخل نادى الشمس الرياضى بمنطقة مصر الجديدة، وهى الفكرة التى رحبت بها إدارة النادى وتم تخصيص جزء بالفعل من أحد المطاعم الموجودة ليقدم أطعمة خاصة بالأطفال.«المنتجات الآمنة لمرضى الحساسية غالية جداً وغير متوافرة إلا فى أماكن معينة، الحياة بالنسبة لهم صعبة»، يتحدث الشيف حمدى محمد، المتخصص فى إعداد أكلات لمرضى الحساسية بمستشفى الأطفال بجامعة عين شمس، والمسئول عن المطعم الجديد بالنادى، مؤكداً: «كيس بسكويت واحد فقط وزنه 10 أو 15 جراماً يصل ثمنه إلى 25 جنيهاً فى السوبر ماركت، لأنه يعامل معاملة السلع الترفيهية المستوردة من الخارج، الأطفال والكبار يعجزون عن إيجاد ما يأكلونه فى النوادى والمحال والمطاعم، المسألة صعبة مادياً ومعنوياً، لذلك فكرة المطعم ملحة جداً وبحاجة لنشرها فى أماكن أكثر لأن مرضى الحساسية دائماً ما يرددون باستمرار نفسنا ناكل برا البيت».