إسماعيل الشاعر..من لاظوغلى إلى طرة
كانت له القاهرة تحت يديه، مساعد أول الوزير وساعده الأيمن، من لم يظهر يوما مبتسما، اعتقد أن الاقتضاب يكسبه وقارا وهيبة، لكن داخل السجن بات شخصا آخر، أكثر رقة وضعفا، ظهر المرض والوهن عليه، الرجل الثاني، ساعة أقصاه محمود وجدي –من خلف العادلي- على خلفية إطلاق النار على ثوار التحرير تحول من الرجل الأقوى فى لاظوغلى إلى مغلوب على أمره فى طرة.
كان الكل يتوقع أن يحمل التركة وحده، الأحداث وقعت فى نطاقه، شوهد فى الميدان وقت الضرب، لم يتراجع، ظل يحفز جنوده وضباطه على الاستمرار، مساعد الوزير الذي كانت تأتيه برقيات الإطراء على تأمين مباريات كرة القدم، بات بين عشية وضحاها نزيلا فى بدلة بيضاء، أمضى ما يزيد على عام تقريبا فى محبسه، تدهورت صحته كثيرا، لم تتحمل قرب ساعة الحكم، تأتيه كوابيس مزعجة ليلا، يتذكر مقولة شعبية "اللى تخاف منه ما يجيش أحسن منه"، وفى الصباح يطلق أحمد رفعت حكمه.. إسماعيل الشاعر: "براءة"