الهروب من دفع التذاكر أولى حيل «الفهلوة».. مال الحكومة سايب
كمسارى القطار
25 عاماً قضاها «عادل» فى العمل فى هيئة السكة الحديد كـ«كمسارى»، واجه خلالها كثيراً من المواقف التى يحاول أبطالها بالفهلوة الحصول على حقوق ليست لهم، ما يكبد الهيئة خسائر مادية كبيرة، مثل التهرب من دفع التذاكر، وتزوير الاشتراكات التى بحوزتهم على خط «منوف - كفر الدوار - الإسكندرية»، خصوصاً عند منطقة كفر الدوار، فهناك يجد صعوبة كبيرة فى جمع التذاكر، بسبب بعض البلطجية أو الشباب الصغار الذين يقررون عن قصد عدم الدفع.
كمسارى سكة حديد: جمعنا مئات «الاشتراكات» المزورة ومنتهية الصلاحية
«الراكب بيقعد يلف بين العربات وهى بتتحرك عشان ماشفهوش، وأحياناً يتسلق القطار من الخارج للعربية التانية عشان يتجنبنى»، يقولها «عادل»، صاحب الـ55 عاماً، ملقياً اللوم على البلطجية وبعض طلبة المدارس، وأحياناً شخصيات تعتقد أن مركزها الاجتماعى يعطيها حصانة لعدم دفع التذاكر: «بشوف محامين ومحاسبين بيستخدموا الفهلوة، ويقعدوا يقولولى: انت مش عارف انت بتكلم مين!».
مشكلة أخرى أشار إليها «عادل»، تتمثل فى قيام بعض الركاب باستخدام تذاكر أو اشتراكات مزورة، وأحياناً منتهية الصلاحية: «لو حد جه محطة السكة الحديد فى أى وقت هيتفاجأ بكم الاشتراكات اللى بنجمعها من الناس، منها اللى منتهى الصلاحية من 3 سنين». يتعامل «عادل» بقدر كبير من الحزم مع المخادعين، فالشخص الذى يتهرب من الدفع يجبره على الدفع لأنه مال عام، وإذا لم يرضخ يضطر إلى تسليمه إلى ناظر المحطة التالية، وأحياناً يستعين بالشرطة لكى تتعامل معه، أما بالنسبة لتزوير الاشتراكات فهى جريمة مضاعفة، فيطالب المزور بدفع تذكرة بأعلى مبلغ لأنه لم يحترم الوسيلة التى يتعامل معها.
فى الوقت نفسه يتنازل «عادل» أحياناً عن إجبار الراكب على دفع ثمن تذكرة بسبب ظروفه الصعبة، فيقول: «فيه ستات كبيرة فى السن ورجالة باين على وشوشهم الفقر الشديد، لما أطلب منهم التذكرة يقولولى مش معانا تمنها، وهنا أتركهم وفقاً لقانون الإنسانية».
من أصعب المواقف التى يتعرض لها «عادل» محاولة أحد الركاب افتعال مشاجرة معه: «مرة كنت واقف مع ناظر المحطة وشرطى على رصيف شرق فى محطة مصر، وطلبت من سيدة دفع تمن تذكرة، لقيتها بتزعق وتقول مش هدفع مليم واحد، بل وهددتنا بالضرب، وقالت بلاش أمد إيدى عليكم، هعدى يعنى هعدى، ولما استمرت فى التهديد والصويت، استدعينا شرطة المحطة وللأسف ماعرفوش يعملوا معاها أى شىء عشان ست».