«فكر واعمل».. القضاء على البطالة بماكينة خياطة وكمبيوتر ودورات تدريبية
الشباب والفتيات يتلقون التدريبات
على واجهة أحد العقارات الواقعة بشارع جزيرة بدران بمنطقة شبرا، تبرز لافتة صغيرة مكتوب عليها «مؤسسة فكر واعمل للتنمية»، وبالداخل «شقة» تتكون من مجموعة غرف صغيرة، على باب كل منها لافتة صغيرة باسم القسم الخاص بالتدريب عليه، فهناك العديد من الغرف مثل «اللغات، الكمبيوتر، الحلاقة، صيانة» وغيرها، فالمؤسسة غير الهادفة للربح جرى تأسيسها على يد الدكتور «توفيق جورج بطرس» الخبير الاجتماعى والتنموى، الذى عمل على تأسيس المؤسسة من أجل إتاحة فرص لكافة الشباب للتدريب على مجموعة من الحرف التى تمكنهم من الالتحاق بوظيفة أو امتلاك مشروع خاص بهم، دون تفرقة بين مسلم أو مسيحى.
تأسست على يد الخبير الاجتماعى «توفيق جورج» عام 2005
ويقول إميل نسيم، مدير المؤسسة، إن فكرة إنشاء المؤسسة جاءت لدى الدكتور توفيق جورج بطرس عام 2005، وبدأ العمل بالفعل على إقامتها والتركيز على مكافحة مشكلة البطالة من خلال تدريب الشباب على بعض الحرف مثل «الكوافير، الحلاقة، صيانة الموبايل، الخياطة، اللغة الإنجليزية، الإكسسوار الحريمى» وعملت المؤسسة فى عام 2008 على إضافة مركز التعليم على برامج الكمبيوتر المختلفة، ثم جرى افتتاح مكتب توظيف بالمؤسسة لإيجاد فرصة عمل لخريجى الدورات التدريبية، والعمل بعد ذلك على رفع وعى الشباب فى المجالات المتعلقة بالعمل الحرفى والمشروعات الصغيرة.
يوضح «نسيم» أن المؤسسة تهدف إلى علاج مشكلة «البطالة» التى تعد أكبر مشكلة حالياً فى المجتمع، وتمثل أنشطة المؤسسة فى عدة مبادرات تتم بالتعاون بين المؤسسة ومؤسسة ساويرس والهيئة القبطية الإنجيلية، اللتين تدعمان مؤسسة «فكر واعمل» فى العديد من مشروعات التدريب التى تنظمها المؤسسة للشباب، قائلاً «لدينا العديد من المبادرات أهمها تكون بالتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية ومؤسسة ساويرس، وهما أحد الممولين الأساسيين للمؤسسة».
ويوضح «نسيم» أن الهيئة القبطية الإنجيلية ومؤسسة «ساويرس» تعملان على الدعم الكامل لكافة الأنشطة التى يتم العمل عليها، وتوفير كافة الأدوات دون مقابل، التى يستطيع من خلالها الشباب البدء فى ممارسة مهنة تدر لهم دخلاً ثابتاً فيما بعد، فالمؤسسة تعمل على تنظيم دورات تدريبية، كل دورة لها عدد ساعات محددة طبقاً للبرنامج الموضوع، وبمجرد الانتهاء من الدورة التدريبية التى تشمل كل واحدة منها تدريب 10 أفراد، يتم تسليم الشباب الأدوات اللازمة لهم، موضحاً أن هناك الكثير ممن تلقوا التدريب داخل المؤسسة يساعدون غيرهم فى العمل معهم بعد ذلك داخل المشروعات الخاصة بهم.
مدير المؤسسة: «مؤسسة ساويرس» و«الهيئة الإنجيلية» تدعمان برامجنا.. ونتعاون مع «المعونة الألمانية» لتدريب 300 شاب وفتاة نصفهم تخَّرج وفتح مشروعاً خاصاً
ويضيف «نسيم» أن المؤسسة منذ إنشائها عملت على تدريب 5 آلاف شاب وفتاة، وضمت كثيراً من الأنشطة والتدريب داخل العديد من الأماكن العشوائية والفقيرة، دون تفرقة بين مسلم أو مسيحى، فنحن نهدف إلى محاولة تخريج جيل من الشباب وإعطائهم العديد من الحرف التى تساعدهم على فتح مجالات العمل، موضحاً أن المؤسسة حالياً تعمل مع المعونة الألمانية على تدريب 300 شاب وفتاة، ونصف هؤلاء الشباب أخذوا دورات تدريبية والنصف الثانى عمل على فتح مشروعات خاصة بهم.
ويقول عمرو عبدالله، الذى يبلغ من العمر 29 سنة، إنه تلقى تدريباً على صيانة التليفونات المحمولة داخل المؤسسة فى فبراير الماضى، التى أفادته كثيراً فى عمله بعد ذلك، فاستطاع «عمرو» حالياً امتلاك محل لصيانة المحمول فى منطقة إمبابة، موضحاً أن المؤسسة أعطته كافة الأجهزة التى تساعده فى عمله دون مقابل، كما أن المؤسسة تعمل على إفادة قطاع عريض من الشباب، قائلاً «الجيل الصغير لازم يستغل هذه الفرص، وأنا لو فيه دورة جديدة هروح مرة تانية».
ويضيف «عمرو» أن هناك تناغماً بين الشباب داخل المؤسسة وتعاوناً فيما بينهم على الاستفادة من بعضهم، فهناك تقديم دعم قوى من خلال المؤسسة لكافة طوائف المجتمع من الشباب، دون تفرقة فيما بينهم، قائلاً: «كان فيه مدربين كويسين، وروح حلوة بين الشباب كلهم».
نعمة وصفى، التى تبلغ 37 عاماً، والتى استطاعت امتلاك محل «كوافير» خاص بها، بعد التدريب بالمؤسسة، تقول إنها تلقت تدريباً فى يوليو الماضى، واستفادت منه فى تعلم حرفة «تصفيف الشعر»، قائلة: «المكان أعطانى فرصة كويسة، وقدرت من خلاله أغير شكل حياتى».
«نعمة» لديها ولد وبنت تعمل من أجل الإنفاق عليهما، توضح أنها لم تكن تعلم أى شىء عن الحرفة التى تعمل بها حالياً، وترى أن وجود الكثير من المؤسسات، التى تدعم الشباب ثقافياً وعملياً، قادر على منح فرص جديدة فى المجتمع لقطاع عريض من الشباب للاستفادة من الفرص المقدمة لهم، واكتساب خبرات جديدة تؤهل الشباب إلى مجالات العمل المختلفة.