"تعزيز السلم" يبحث في أبوظبي تفعيل إعلان مراكش وجائزة "الحسن بن علي"
مجلس الأمناء في منتدى تعزيز السلم
بدأت اجتماعات مجلس الأمناء في "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى، وحضور كامل الأعضاء، في أبو ظبي، وتستمر اجتماعات المجلس حتى 3 مايو.
وانطلقت فعاليات اليوم الأول بعرض الشيخ عبدالله بن بيه جهود وأصداء إعلان مراكش، ملاحظا أن المسؤولية كبيرة، ذلك لأن جهات دولية عدة، مؤسسات أهلية ومدنية ودينية تبنت الإعلان وتطالب بتفعيله، أو تسأل: "ماذا بعد الإعلان؟".
واستعرض الشيخ ابن بيه الجهود التي يبذلها المنتدى في إطار المساعي الهادفة لإطفاء الحرائق في المجتمعات التي تعيش صراعات وحروب أهلية، وبخاصة ما أنجز منها على مستوى المصالحة في إفريقيا الوسطى بالتعاون مع "مركز الملك عبدالله للحوار بين الثقافات والأديان"، فضلا عن المساعي الأخرى في أماكن مختلفة من العالم، هي على طريق تحقيق النتائج المرجوة لها، وسيعلن عنها في حينها.
ولاحظ رئيس المنتدى، أن الجهود في إطار تفعيل إعلان مراكش يفترض أن تستكمل القاعدة التي انطلق منها، وهي ثلاثية: "التبيين والتعيين والتمكين"، في تناول مفهوم المواطنة المتساوية، وهو مفوم ليس ببعيد عن الإسلام، وربما تكون صحيفة المدينة أفضل من أرسى أسس المواطنة التعاقدية.
كما تحدث الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في أبوظبي، فنوه بمنهج التسامح والعدل الذي تأسست عليه دولة الإمارات مع باني نهضتها الشيخ زايد، مؤكدا أن هذا النهج يتواصل مع الخلف بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه من حكام الإمارات.
وأضاف الكعبي أن الأولوية التي يفترض أن يتركز جهد المنتدى حولها في المرحلة المقبلة، هي إضافة إلى التأصيل والتجديد، ضرورة وضع خطط وبرامج لمعالجة الأسباب التي تجعل الشباب يائسين ومحبطين، إذا لا بد من معالجة قضايا الفقر، الذي يعتبر أحد فتائل التفجير في الواقع العربي والإسلامي. متمنيا على المنتدى مواصلة جهوده في مشروعه التنويري؛ لِما فيه من خير العرب والمسلمين والإنسانية أجمعين.
وتحدث الشيخ شوقي علام مفتي مصر عن المؤامرة التي تحاك ضد الأمة الإسلامية، من انتشار تيارات الإسلام القتالي الذي اختطف الإسلام الدين والتاريخ حتى أصبح كمرض السرطان ينخر في جسم الأمة الإسلامية، لذا دعا لوصف حقيقي للمرض وأعراضه لاجتثاث الأسباب المولدة لذلك، وإذا استفحل المرض يجب إزالته بقوة، والبدء من تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قدست بمرور الزمان دون تنقيحها وتصحيحها.
كما حذّر مفتي مصر من الهجمة الشرسة على الموروث الفقهي عامة، الذي قد يودي بشبابنا إلى التشكيك في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الدكتور عبد الله المعتوق المبعوث الأممي، فقد دعا العلماء والمفكرين إلى الوقوف ضد إبادة الشعب السوري، واستنكار ذلك، حيث أصبح عدد القتلى والمهجرين بالآلاف بسب التطهير العرقي والمذهبي.
كما ثمن الدكتور محمد بشاري أمين عام الموتمر الإسلامي الأوروبي على إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في المجتمعات الإسلامية، وأنه فرصة للمسلمين مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الإعلان مرجعية إلزامية تضاف إلى الوثائق والمواثيق الدولية حول حقوق الإنسان وحقوق الأقليات.
كما أخبر بشاري مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم بترحيب المؤسسات الإسلامية بأوروبا بالإعلان أثناء الاحتفالية المئوية لكرواتيا بالإسلام المنعقد يوم 26 أبريل وغير ذلك من الاجتماعات.
عقب ذلك، استعرض المجلس في اليوم الأول نتائج مؤتمر مراكش للأقليات الدينية في الديار الإسلامية، وناقش سبل تفعيل نتائجه، بحيث ينتقل إلى الصيغ الدستورية في الحكومات العربية والإسلامية.
كما ناقش المجلس المقترحات المتعلقة بتحديد موعد انعقاد الملتقى الثالث لمنتدى تعزيز السلم، والاتفاق على المحاور الفكرية على جدول أعماله.
وناقش المجلس مشاريع وبرامج منتدى تعزي السلم، وبخاصة إنجاز "موسوعة السلم في الإسلام"، حيث جرت مناقشة التصور الأولي للموسوعة الذي قدمه الدكتور محمد كمال الدين إمام، إضافة إلى بحث موضوعة المصادقة على الإطار التنظيمي لـ"جائزة الإمام الحسن بن علي لتعزيز السلم"، التي أقرها المنتدى في ملتقاه الثاني العام الماضي.