بائع فول فى أسوان: «البلد لسه ماستوتش.. وإن زاد الفول أنا مش مسئول»
«أنا مش عارف إيه دخل الفول بالدولار؟! وإن زاد الفول أنا مش مسئول»، بهذه الكلمات عبر عم محمد على أبوسباق، 50 سنة، من أشهر بائعى الفول بمنطقة «الزلابية» بأسوان، عن اندهاشه من زيادة أسعار الفول عقب زيادة سعر الدولار، قائلاً: «هما الأمريكان بياكلوا الفول، ولّا علشان المصريين أكتر ناس بياكلوا فول، فالتجار بيتاجروا فى لقمة الغلبان معدوم الدخل؟».
عم محمد عاش عقوداً من عمره يقوم بتحضير الفول بطريقته الخاصة، حيث يقوم بوضع الفول فى إناء كبير «القِدرة» ثم وضعه داخل الأرض، ثم يُشعل النيران من حوله، ويُقلب الفول بطريقة دائرية كل خمس دقائق، ليخرج الفول «المدمس» على أكمل وجه.
«قبل الثورة كنت بشتغل من الفجر للعصر، وكانت الحياة حلوة وتمام، لكن مع غلاء الأسعار يوم بيوم، ورفع سعر أردب الفول والوقود وأنابيب البوتاجاز، بقينا نشتغل لغاية الساعة العاشرة مساءً، ومع ذلك الحمد لله مستورة»، قالها عم محمد بمرارة شديدة، مترحماً على أيام العهد البائد، وآملاً فى انفراج الأزمة: «أنا نفسى إن الدولة تشد حيلها شوية لغاية ما تستوى، علشان بصراحة هى ماستوتش، كل يوم إضرابات واعتصامات وغلاء أسعار كهرباء وغيره، وتأمينات وضرائب ورسوم، والغريب إنى صاحب مطعم شعبى وبتحاسب على أنبوبة البوتاجاز والتأمينات، زيى زى غيرى من أصحاب المطاعم السياحية اللى بيحاسبوا الزبون بالدولار والجنيه الإسترلينى، وكمان التأمينات الاجتماعية بتميز العامل اللى شغال عندى أكتر منى، فله الحق فى معاش وتأمين صحى وغيره».
تمنى عم محمد أن الأمن يعود لقوته حتى لو بـ«الكرباج»، على حد وصفه، لأن فئات كثيرة من الشعب لا تفهم إلا تلك اللغة.