قضى شم النسيم العام الماضى فى المستشفى: «المصرى مابيحرمش»: يتسمم من الفسيخ.. بس لازم يشتريه
جاب الله
الدولة تستعد لـ«المواطن اللى ما بيحرمش».. هكذا تبدو استعدادات الحكومة فى شم النسيم، ترفع حالة الطوارئ تحسّباً لحدوث إصابات أو حالات تسمم، ويستعد المواطن أيضاً للممارسات نفسها التى اعتادها، والتى ملت الدولة تحذيره من مغبتها.
محمود جاب الله، سقط ضحية للفسيخ والرنجة العام الماضى، بعدما اشتراها من أحد الباعة الموسميين فى منطقته، أنقذه القدر والعناية الإلهية، وبدت عليه علامات الإعياء الشديد فور تناولها، وقضى ليلته فى مركز السموم، وخرج بقائمة طويلة من الأدوية لتهدئة معدته التى استعصت عليه بعد الوجبة المسمّمة.. تجربة العام الماضى تكاد تتكرر هذا العام، تجول فى الأسواق واشترى وجبته، رنجة وفسيخ بكميات مختلفة، حينها صرخ أصدقاؤه فى وجهه «تانى يا جاب الله؟»، فرد عليهم ساخراً: «طب أعمل إيه، ده موسم ومايعديش من غير لقمة الفسيخ والرنجة».
لا يرى «جاب الله» فى فعله ما يشينه، يؤكد: «باعمل زى كل المصريين، وباستقرب واشترى من اللى يقابلنى، وربنا اللى يسترها علينا، وأهى مرة تصيب ومرة تخيب».
«جاب الله» ومئات غيره من المصريين «اللى مابيحرموش»، ليسوا ظاهرة، فالسواد الأعظم يمارس الفعل نفسه «لا ينفخ فى الزبادى بعد لسعته من الشوربة»، يقولها محمد هانى، خبير الصحة النفسية، محللاً ظاهرة «اللى مابيحرمش»: «الشعب المصرى عشرى وبيحب اللمة والهيصة، ومهما وقع فى الغلط فالفضول بيدفعه تانى للتجربة، وفيه ناس بتقع بنفس الغلط وبكامل إرادتها لحبه عادة معينة مسيطرة عليه»، يُحذّر «هانى» من إصرار البعض على الوقوع فى الخطأ بكامل إرادتهم، قائلاً: «ده دليل على سلبية الشخص وضعف إرادته، الإنسان لازم يحافظ على نفسه ويتعلم من الأخطاء اللى وقع فيها قبل كده»، ويضرب مثلاً بشم النسيم، قائلاً «شم النسيم كل المصريين بياكلوا فسيخ ورنجة وملوحة وسردين وليه طقوس معينة فى أكله، ورغم التحذيرات من شراء المواد دى من أماكن مجهولة، إلا أننا كل سنة بنلاقى فيه حالات تسمم بسبب إهمال البعض فى حق أنفسهم، وده دليل على السلبية اللى أثرت فى حياة البعض».