«ربيع» بائع الأنتيكات: القلب يعشق كل «قديم»
«ربيع» فى محل الأنتيكات الذى يمتلكه فى المحلة الكبرى
داخل محله الصغير يحتفظ بصور الملك فاروق، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومجموعة كبيرة من العملات القديمة وأجهزة التليفون والراديو العتيقة، وبعض الأدوات المنزلية النحاسية التى تعود إلى عصور قديمة، فهو يعشق كل ما هو قديم، ويبحث عنه فى الأسواق الشعبية بجميع أنحاء الجمهورية. ربيع إسماعيل، أحد أبناء مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، كان يعمل فى تصليح الساعات منذ كان يدرس فى الصف الثالث الإعدادى، ثم اتجه إلى مهنة بيع الأنتيكات منذ 25 عاماً بعد أن لاحظ إقبال فئة معينة من الأهالى على شراء المقتنيات القديمة، وبمرور السنوات عشق هذا المجال، وأصبح هواية أكثر منه مهنة.
«باجمع الأنتيكات من الأسواق، وأحياناً الأهالى بيجيبوها ويعرضوا عليا أشتريها، فباعاينها وأحدد قيمتها وفقاً لخبرتى فى المجال ده، وعلى حسب أهمية كل قطعة»، يقولها «ربيع» الذى لا يقتصر زبائنه على أبناء المحلة الكبرى أو محافظة الغربية، إنما يأتون إليه من مختلف المحافظات.
أكثر الفئات إقبالاً على شراء المتعلقات القديمة، خصوصاً العملات الورقية والمعدنية، هم الشباب، الأمر الذى يسعد به «ربيع» لسعى الشباب على التعرّف على تراث الآباء والأجداد، مشيراً إلى أن معظمهم من الطبقة الراقية، ومن خارج «المحلة الكبرى»، لأن أبناء المدينة العمالية غالباً ما يكونون عمالاً بسطاء، تكفى رواتبهم بالكاد متطلبات الحياة الأساسية. بخلاف العملات القديمة والأدوات المنزلية النحاسية وساعات اليد العتيقة، يجمع «ربيع» أنتيكات تنتمى إلى بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وأمريكا وإنجلترا وترجع إلى عصور قديمة، فضلاً عن احتفاظه بمكاحل وشمعدانات وأجهزة تليفون قديمة.
لـ«ربيع» ثلاثة أبناء، يكافح من أجلهم، ويواصل الليل بالنهار من أجل الوفاء بالتزاماتهم، حيث يجتمع مع أقرانه فى المهنة بأحد مقاهى منطقة العتبة بالقاهرة يومى السبت والثلاثاء لتبادل البضائع، بعد أن كانوا يجتمعون قديماً فى سوق الاثنين فى طنطا. العملة الملكية هى أكثر أنواع البضائع رواجاً، حسب «ربيع»، وكذلك المقتنيات التى تعود إلى عهد الملك فاروق، وثورة 23 يوليو، وفترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لعشق الشعب للزعيم الخالد.