مقر النقابة يتشح بالسواد: «الصحافة ليست جريمة»
مجلس إدارة نقابة الصحفيين خلال مؤتمر صحفى
لليوم الثالث، استمرت أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية، فيما دخل اعتصام أعضاء للنقابة يومه الثانى احتجاجاً على اقتحام قوات الأمن للنقابة، مساء الأحد الماضى، للقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا، مطالبين بإقالة اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية.
وتعقد «الصحفيين» جمعية عمومية طارئة، اليوم، لبحث تداعيات حادث اقتحام مقر النقابة والقبض على اثنين من داخلها، كما دعا مجلس النقابة رؤساء تحرير جميع الصحف إلى اجتماع مشترك، قبيل انعقاد العمومية، ودعوة كافة رؤساء النقابات المهنية لدراسة آثار الحادث على العمل النقابى. وعقد مجلس النقابة مؤتمراً صحفياً، أمس، بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة، مؤكداً أن مصر تراجعت كثيراً فى مؤشر حرية الصحافة واحتلت المركز الثانى عالمياً فى حبسهم، فضلاً عن أن القضية الرئيسية التى تصدرت حديث جميع المنظمات الدولية هو اقتحام مقر النقابة. وشارك فى المؤتمر عشرات الصحفيين، الذين التف بعضهم خلف مجلس النقابة، حاملين شارات سوداء على أذرعهم، وكمموا أفواههم، احتجاجاً على تكميم حرية الصحافة، فيما توجه يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، بالشكر للصحفيين على وقفتهم بجوار النقابة، مردداً هتافات: «عاشت وحدة الصحفيين.. عاشت كرامة الصحفيين».
وأوضح «قلاش» أن مجلس النقابة قدّم بلاغاً جديداً للنائب العام ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، بشأن اقتحام النقابة والقبض على صحفيين من داخلها، الأحد 1 مايو، واستند نقيب الصحفيين فى بلاغه إلى مواد الدستور، قائلاً: «نحو 40 من قوات الأمن اقتحموا مقر النقابة مدججين بالسلاح للقبض على الزميلين عمرو بدر، ومحمود السقا، ودخلوا المقر بالقوة واستولوا على متعلقاتهم، وروعوا الجماعة الصحفية، الأمر الذى يستوجب محاسبة المسئول والتحقيق فى الأمر»، لافتاً إلى أن البلاغات قُيدت بأرقام 6253 و6254 لسنة 2016 عرائض النائب العام. وألقى «قلاش» بياناً بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة، أوضح فيه أنه من المفارقة أن يحتفل العالم بحرية الصحافة، فيكون شعاره الأساسى تجريم ما حدث فى نقابة الصحفيين بمصر، فلا يجوز أن تحاصر نقابة الرأى والحريات عدة أيام، فهذه المأساة مأساة وطن، وليست معركة بين نقابة وجهاز أمن، وإنما قضية تخص مصر كلها.
وأضاف: «البلاغات التى قدمناها ضد الداخلية تحدثت أيضاً عن عودة زوار الفجر واقتحام منازل الصحفيين والاستيلاء على معداتهم وأرشيفاتهم، وتجاوز مدة الصحفيين المحبوسين احتياطياً لـ3 سنوات»، مشيراً إلى أن لجنة حماية الصحفيين الدولية وضعت مصر فى المركز الثانى فى حبس الصحفيين بعد الصين، فقد نُقل الصحفيون المحبوسون لأماكن أكثر قسوة، وتمت مصادرة أعداد من الصحف وإعادة طباعتها بعناوين جديدة، وكل تلك الأمور أدت إلى استمرار تراجع وضع مصر فى حرية الصحافة، وفقاً لمؤشر «مراسلون بلا حدود». وخلال كلمة النقيب، ردد الصحفيون هتافات: «عاشت حرية الصحافة.. عاشت وحدة الصحفيين.. عاشت كرامة الصحفيين».
وجهز الصحفيون المعتصمون بالنقابة لافتتين كبيرتين سوداوين كتبوا عليهما: «الصحافة ليست جريمة»، و«فكوا قيودنا» فى إشارة إلى القيود التى تفرضها «الداخلية» حول مقر النقابة، ومنع الأعضاء من الوصول إليه، وعلق العمال اللافتتين على مبنى النقابة من الخارج. من جانبه، قال جمال عبدالرحيم، سكرتير عام النقابة، إن اجتماع الجمعية العمومية غداً، سيبحث قضية اقتحام نقابة الصحفيين على يد قوات الأمن، وسيبحث إمكانية اتخاذ إجراءات تصعيدية لوقف هذه المهزلة بحق الصحفيين، مضيفاً: «النقابة ستعقد اجتماعين قبيل الجمعية العمومية مع رؤساء تحرير الصحف ورؤساء مجالس إداراتها، لبحث اتخاذ موقف موحد ضد ما تعرضت له من اعتداء، فكل تلك الأمور أدت لتراجع مصر فى مؤشر حرية الصحافة الذى تصدره منظمة (مراسلون بلا حدود)، إلى المركز 159 من بين 180 مركزاً وكان ذلك قبل اقتحام النقابة، ولو صدر بعدها لاحتلت مصر المرتبة 181 من 180».
وتابع «عبدالرحيم»: «وزارة الداخلية لو كانت أخطرت نقابة الصحفيين بصدور قرار ضبط وإحضار عمرو بدر ومحمود السقا، لكانت النقابة سلمتهما وحضرت معهما التحقيقات، ولكن الصحفيين ليسا هما فقط الهاربين من العدالة فى بلد به ملايين الهاربين من العدالة». وطالب السكرتير العام، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بضرورة التدخل لوقف ما وصفه بـ«المهزلة» بحق الصحفيين، وإقالة وزير الداخلية على الفور، ومحاكمته على ما فعله ومحاكمة جميع المسئولين من القيادات الأمنية على واقعة اقتحام النقابة. وأشار «عبد الرحيم» إلى أن هناك اتصالات من جانب المسئولين تمت مع نقيب الصحفيين لتهدئة الموقف، إلا أن الاعتذار مرفوض جملة وتفصيلاً مهما حدث، متابعاً: «اعتذار الداخلية غير مقبول، وطلب النقابة عزله غير كاف، ويجب محاسبة كل من شارك ودبر أمر اقتحام النقابة من قيادات الوزارة».