علاج مرضى مستشفى إهناسيا فى «دكاكين الحرفيين».. والمرضى: «بيضحكوا علينا»
العيادات الخارجية بمستشفى إهناسيا ببنى سويف
فى الشارع الطويل الممتد، مجموعة من الدكاكين المتراصة على جانبى الطريق، والمبنية من طابق واحد، وأبوابها من الصاج، مدون على جانبى كل ورشة عبارة تشير إلى أنها ليست ورشاً، كما يوحى اسم المدينة المعروفة بـ«الحرفيين الصناعية القديمة»، ففى مدخل الشارع، وعلى أول دكان تفاجئك عبارة «عيادة الأنف والأذن»، يليها عيادة «الجلدية والرمد»، ثم «مصل الكلب»، بجوارها «الباطنة ورسم القلب»، بعدها «تنظيم الأسرة»، وأخيراً «صيدلية نفقة الدولة»، لتكتشف من خلال أحد المواطنين، الذين ينتظرون دورهم لدخول أحد هذه الدكاكين أنها العيادات الخارجية التابعة لمستشفى إهناسيا المركزى ببنى سويف.
لم تجد مديرية الصحة، ولا الوحدة المحلية للمركز، غير ورش مدينة الحرفيين الصناعية القديمة، التى تبعد مسافة 500 متر من المبنى، لتنقل العيادات الخارجية إليها، بعد رفض الحرفيين العمل بها نتيجة انعدام الخدمات فيها، لتكون بديلاً مؤقتاً يستقبل 450 مريضاً يومياً، لحين الانتهاء من أعمال إحلال وتجديد المستشفى بتكلفة 74 مليون جنيه. «تعالى شوف الدكانة اللى بيعالجونا فيها»، قالتها أم محمد، 70 عاماً، التى عانت طول الانتظار بجوار ورشة عيادة الجراحة فى انتظار التحاليل، تحت أشعة الشمس، مضيفة «كانوا بيعالجونا فى المستشفى وحلوين لحد ما نقلونا للدكاكين دى فى عز الشمس والنار، دى مش مستشفى، بيضحكوا علينا، بس بيكشفوا علينا وبناخد العلاج». وأكدت: «العيادات تصرف لنا العلاج مجاناً، والأطباء يقومون بدورهم، المنوط بهم».
وقالت زينب أحمد، ربة منزل: «توجهت إلى المستشفى لعلاج طفلى الذى يعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة وقىء متواصلين، فأبلغونى بأن العيادات نقلت إلى الورش، واعتقدت أننى سمعت وصف المكان خطأ، لكنهم أكدوا لى صحة ما سمعته، لأنه يجرى أعمال هدم إحلال وتجديد».
وأضافت: «فوجئت بأننى فعلاً داخل الورش، وقررت الخروج فوراً من عيادة الأطفال، لولا أن الطبيب أكد لى أن المكان معقم، ولا يختلف عن العيادات الخاصة أو المستشفى»، مؤكدة أنه لا يوجد مكان للانتظار أمام المستشفى غير الجلوس بجوار الورش فى الشمس، وسط الأتربة والرمال.
وقال أحمد سعيد، أحد شباب مركز إهناسيا، إن «قرار نقل العيادات الخارجية إلى الورش وصمة عار، وإهانة لكل مواطن وطبيب بمركز إهناسيا، فالمشهد مهين، عندما يفتح الأطباء العيادات الخارجية صباحاً، وكأنهم يفتتحون محلات تجارية أو ورشة من خلال باب صاج. وقال عضو مجلس النواب عن مركز إهناسيا، على بدر، إن «نقل العيادات الخارجية إلى ورش الحرفيين كارثة، كون الوحدة المحلية والمسئولين فى مديرية الصحة لا يحترمون المواطنين، خاصة أن المنطقة رفض الحرفيون الانتقال إليها بسبب انعدام الخدمات فيها». وطالب النائب، بنقل العيادات الخارجية إلى مجمع الخدمات التابع لإحدى الجمعيات الأهلية والذى تشرف عليه مديرية التضامن الاجتماعى، ومجهز لتقديم خدمة طبية للمواطنين خاصة، بعد أن قرر محافظ بنى سويف تشكيل لجنة لدراسة نقل العيادات للمجمع. وقال مدير مستشفى إهناسيا المركزى، الدكتور حسين صلاح، إن «أطباء العيادات الخارجية بالمستشفى يقدمون كل ما بوسعهم لخدمة المواطنين فى أى مكان وتحت أى ظروف»، مشيراً إلى أن إدارة المستشفى أعادت عيادة العظام إلى المقر، لأن مريض العظام لا يستطيع الانتقال إلى منطقة الحرفيين الصناعية، كما أنه بحاجة إلى إجراء إشاعات.