اعتصام «محطة مصر» يجمع أهالى ضحايا قطارات «مرسى ومبارك»
ربما يحمل اعتصام العشرات من المتظاهرين داخل محطة سكك حديد مصر، الذى استمر لليوم الثانى على التوالى أمس، فى ظاهره «غضباً واحتقاناً» من كارثة قطار البدرشين، لكن فى «باطنه» يحمل «أوجاع أسر» تجرعت مرارة فقدان «الأهل والأبناء» فى كوارث السكك الحديدية فى عهدى الرئيس السابق حسنى مبارك والحالى محمد مرسى.
«الوطن»، عاشت ليلة الاعتصام الأولى مع المتظاهرين الذين اتجهوا لقطع رصيف الوجه البحرى قبل أن تنشب اشتباكات بالحجارة مع عمال المحطة، وسط غياب أمنى كامل، قبل أن يقضى المتظاهرون ليلتهم على «المقاعد الخشبية» لصالة الوصول والسفر انتظاراً لـ«رحلة القصاص».
رجل ستينى ملتحف بشاله الأسود الصعيدى من برد المدينة، مبرراً أسباب اعتصامه الذى جاءه خصيصاً من محافظة المنيا بأنه «ليس ضد مرسى ولا جماعة الإخوان المسلمين»، لكنه يبحث عن القصاص التائه منذ 11 عاماً، فعم محمد يبحث عن دماء ابنه «إبراهيم» التى ذهبت فى كارثة قطار العياط عام 2002، قائلا: «ابنى كان على وش الجواز.. تعب 22 سنة.. ضاع فى لمح البصر»، لم يتملكه اليأس من وعود وتصريحات المسئولين حول القصاص ومحاسبة المتسببين حتى ذهب «مبارك» ونظامه، بل تحصل على ثقة وأمل بعد الثورة من إمكانية إعادة فتح ملفات «مذابح القطارات»، لكنه وجد الحوادث تتوالى من أسيوط إلى البدرشين، قبل أن يتأكد أخيراً من أن الحل الوحيد هو الدخول فى اعتصام أو ربما إضراب عن الطعام -حسب تعبيره- من أجل البحث عن حق ربما لن يأتى، لكنه سيظل يبحث عن ابنه حتى الممات وهو يردد: «هفضل أدور على دم ابنى.. حتى لو مجاش».
آخر اتخذ من «دكة خشبية» فى نهاية الصالة موقعاً للمبيت بعيداً عن صخب الهتافات والشعارات المنددة بـ«مرسى وجماعته»، يتحدث عن كونه عم أحد أطفال ضحايا كارثة قطار منفلوط بأسيوط قبل 66 يوماً الذين وعد الرئيس مرسى بأن يقتص لهم من مسئولى الإهمال والفساد، قائلاً: «اللى بيقول علينا إننا قبلنا الفلوس كدية لدم عيالنا غلطان.. إحنا بندى فرصة للقانون»، قبل أن يتأجج غضبه قبل 24 ساعة من حادثة البدرشين بعد أن اقتصرت قائمة متهمى قطار أسيوط المقدمة لمحكمة الجنايات على صغار العمال والمسئولين، قبل أن يتخذ القرار نهائياً بالانضمام لمعتصمى محطة مصر، مصمماً على أنه لن يفض الاعتصام قبل الحصول على حق 52 طفلاً، قائلا: «ولو هاخده بإيدى».