من جزمة «المحامين» لمقر «الصحفيين».. الداخلية والنقابات تاريخ من الصراع
مئات الصحفيين تجمعوا داخل مقر النقابة للمشاركة فى الاجتماع الطارئ
أزمات لا تتوقف بين جهاز «فى خدمة الشعب» بحسب شعاره، وكيانات نقابية «فى خدمة أعضائها» من أبناء هذا الشعب بحسب الدستور والقانون واللوائح، صراع يبدو مفتعلاً حيناً وذا أسباب ودوافع منطقية أحياناً أخرى، يبدأ فى كل مرة بـ«خطأ فردى» كما تنص البيانات الرسمية، ثم يتصاعد ليصبح حالة عامة توشك على الانفجار، من «صاحبة الجلالة» إلى نقابتى الأطباء والمحامين وحتى المهن التمثيلية، تختلف النقابة فى كل مرة ولا يتغير الطرف الآخر أبداً، المتمثل فى وزارة الداخلية.
خبراء يحذرون من اتساع «دائرة الصدام» ويطالبون الرئيس بالتدخل
اعتداءات متكررة بين رجال الشرطة والمحامين، أحدثت أزمات كبيرة، أشهرها واقعة «الجزمة» عندما اعتدى نائب مأمور مركز فارسكور على أحد المحامين داخل القسم مسبباً له جروحاً وقام بإهانته من خلال التعدى عليه بالحذاء، وهو ما دفع سامح عاشور نقيب المحامين، برغم تأييده الشديد للرئيس عبدالفتاح السيسى وثورة 30 يونيو، إلى شن هجوم واسع على الداخلية فى مؤتمر صحفى، قال خلاله: «سنرد على الجزمة مليون جزمة بالأصول والقانون»، نقابة الأطباء دخلت على خط الصدام مع الداخلية أيضاً، بعد سلسلة من الاعتداء على أكثر من طبيب من جانب أفراد أمن، ما دفع النقابة لعقد جمعية عمومية طارئة تحولت إلى وقفة احتجاجية حاشدة حضرها آلاف الأطباء، «هناك تعنت وعند وصلف من قبل أجهزة الأمن»، قال الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء الدكتور رشوان شعبان، معتبراً أن «محاولة كسر نقابات كالصحفيين والمهندسين والأطباء وغيرها، باتت نمط التعامل من قبل تلك الأجهزة».
كرة الثلج امتدت إلى نقابات بعيدة، ليست ذات صلة بالحياة السياسية، وغير معروفة بمعارضة سابقة لحكومة أو نظام، منها نقابة المهن التمثيلية بعد الأزمة الشهير للفنانة مريهان حسين إثر تشاجرها مع ضباط شرطة فى كمين، وخرج أشرف زكى نقيب الممثلين معترضاً على التجاوزات التى شهدها داخل القسم، محملاً وزير الداخلية المسئولية، وقال: «أثناء وجودنا فى القسم حاول أحد الضباط الاعتداء علينا، بل قام بشتمى، وشتم وضرب مريهان حسين فى وجودى ووجود المأمور».
«الصحفيين» التى تستضيف على سلالم مقرها كل محتج، دخلت هى نفسها فى موجة احتجاج قد تكون الأقوى ضد الداخلية بعد واقعة «اقتحام المقر»، ليستمر «ناقر ونقير» الأمن والنقابات، الأمر الذى حذر منه الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مؤكداً: «تصاعد هذا الصراع واتساع دائرته سيهدد الجميع، وعلى القيادة السياسية التدخل لاحتواء الموقف».