«المواطنون الشرفاء» أمام «النقابة»: «الصحفية بلطجية.. الصحفية حرامية»
العشرات من الرافضين لتصعيد نقابة الصحفيين ضد «الداخلية» أثناء مظاهراتهم
تظاهر عشرات المواطنين أمام نقابة الصحفيين؛ لرفض المطالب التى أعلنها نقيب الصحفيين، المتعلقة بإقالة وزير الداخلية، حاملين صوراً للرئيس عبدالفتاح السيسى، ولافتات مشروع قناة السويس، مرددين هتافات: «الصحفية بلطجية.. الصحفية حرامية»، كما وجه بعضهم ألفاظاً نابية لجموع الصحفيين أمام النقابة، وذلك على خلفية توافد أعضاء نقابة الصحفيين على النقابة، معلنين رفضهم لاقتحام وزارة الداخلية النقابة فى وقت سابق، وإلقاء القبض على اثنين من الصحفيين، وللتضامن مع مطالب نقيب الصحفيين.
الأمن يمنع دخول من لا يحمل كارنيه النقابة.. ويسمح بمرور «المواطنين الشرفاء» وعربات «نصف نقل» تحمل مكبرات صوت وتردد «تسلم الأيادى».. وهتافات ضد الصحفيين
كما توجهت عربتان نصف نقل، عليهما مكبرات صوتية قامت بإذاعة أغنية «تسلم الأيادى» وعدد من الأغانى الوطنية، ورددت الهتافات ضد الصحفيين. وحضرت بعض النساء مرتديات عباءات سوداء، قمن بالرقص على الأغانى، وكذلك ترديد الهتاف والسباب، وتوزيع أعلام مصر.
بينما نصبت قوات الأمن حاجزاً يفصل بين المتظاهرين والصحفيين الموجودين أمام النقابة، كما منعوا دخول غير الحاملين «كارنيه» نقابة الصحفيين من الدخول، حيث انتشرت قوات أمنية فى محيط النقابة، واصطف عدد كبير من رجال الشرطة على امتداد الشوارع المحيطة، حتى شارع التوفيقية.
من جهة أخرى، اصطف عدد من الصحفيين غير المسجلين بالنقابة، بعدما قام الأمن بمنع دخولهم، وهتفوا بمناصرة الصحفيين، ما دفع المتظاهرين لسبهم بألفاظ نابية.
من جهته، قام أبوالسعود محمد، عضو مجلس نقابة الصحفيين، بعبور الحاجز الأمنى والوصول دون صفوف المتظاهرين ورفع يده حاملاً عضوية النقابة، وهتف: «أنا صحفى وجتلكم أهو واللى عايزين تعملوه اعملوه»، ما دفع الأمن إلى سحبه بقوة لعبور الجانب الآخر، ليقف مرة أخرى بجانب الصحفيين.
كما تضمن حشد المتظاهرين الرافضين لموقف نقابة الصحفيين بعض الصبية والأطفال، وبعض الشباب، الذين حاورتهم «الوطن» لمعرفة سبب تظاهرهم أمام نقابة الصحفيين، وتبين عدم معرفتهم سبب اجتماع الجمعية العمومية فى النقابة، وكذلك سبب توافد الصحفيين على النقابة، أو تفاصيل النزاع بين النقابة ووزارة الداخلية.
حيث قال أحدهم عن سبب تظاهره: «الصحفيين حرامية»، وآخر قال: «قلوا أدبهم على الشعب»، مضيفاً أن كافة الجرائد تعادى الدولة، وأن من الواجب غلقها، كما أكد أحد المواطنين الشرفاء، رافضاً ذكر اسمه أو وظيفته، أنه متضامن مع ما قامت به وزارة الداخلية من اقتحام نقابة الصحفيين، ومن إلقاء القبض على اثنين من الصحفيين المعتصمين داخل النقابة، وأن وزارة الداخلية تقوم بدورها الوطنى، وأصبح لزاماً على كل المعارضة أن تصمت تماماً، مضيفاً: «ده لصالح البلد دول عايزين يخربوها».
كما اعتدى عدد من المتظاهرين أمام النقابة على مجموعة من الصحفيين أثناء دخولهم؛ حيث سكبوا عليهم المياه، ثم أقدموا على ضربهم على الرأس أثناء عبورهم الحواجز الأمنية أثناء دخولهم النقابة، وزادت أعداد المتظاهرين الرافضين لموقف النقابة بحلول الساعة 2 ظهراً، فى الوقت الذى زاد فيه عدد الصحفيين الراغبين فى دخول النقابة، كما تم غلق كل الطرق المؤدية للنقابة، ولم يسمح سوى بوجود منفذ واحد، وهو الشارع المواجه لنقابة المحامين، الذى يتزايد فيه وجود المواطنين الشرفاء.
كما تزايد عدد قوات الأمن فى محيط التظاهر، وطالبوا السيارات حاملة مكبرات الصوت التابعة للمواطنين الشرفاء بالانتقال من الجانب الآخر لشارع رمسيس، بينما توقفت 6 عربات ميكروباص أمام نقابة المحامين، وقال سائقوها إنهم تابعون للمتظاهرين الرافضين لموقف النقابة.
وفى ظل تلك التعديات على الصحفيين لفظياً وجسدياً من قبَل المواطنين الشرفاء، خشى عدد من الصحفيين الكشف عن هويتهم، وتحايلوا على الموقف رغبة فى الوصول للنقابة، حيث ادعوا أنهم مارة، بينما حاول المواطنون الشرفاء عرقلتهم وطالبوهم بعدم المرور.
وفى ظل تلك التضييقات اضطر الصحفيون غير الحاصلين على عضوية نقابة الصحفيين، الذين حاولوا التضامن مع زملائهم، ومنعتهم قوات الأمن من دخول النقابة، إلى التراجع عن الرصيف الذى وجدوا عليه، وذلك لتجنب الاشتباك مع «المواطنين الشرفاء» الذين وجهوا لهم السباب فى وقت سابق. كما أكد بعض الصحفيين أنهم خاضوا رحلة من المعاناة فى محاولة الوصول للجمعية العمومية، حيث فوجئوا بالمواطنين الشرفاء يتعدون بالضرب على الصحفيين أثناء دخولهم أو بعد خروجهم من النقابة.