كتائب التعمير تغزو صحراء «عاصمة الصعيد»
«الوطن» أثناء جولتها بالمشروع
كانت بداية اليوم الثانى لجولتنا فى محافظات الصعيد مشرقة، استيقظنا مبكراً لنستكمل رحلتنا فى نشاط وإصرار على نقل هذا المجهود الكبير والخطوات القوية التى تقوم بها الدولة، فى مشروع الإسكان الاجتماعى بمدينة أسيوط الجديدة، حيث سعى الرئيس عبدالفتاح السيسى لنقل مصر إلى المستقبل، وكانت كلماته بأنه يجب علينا العمل بسرعة وهمة كبيرة لأننا متأخرون كثيراً، أمام أعيننا نسعى لتسليط الضوء على كم الإنجاز الضخم الذى تحقق على أرض الواقع فى فترة زمنية محدودة.
«أسيوط الجديدة»: وحدات على أعلى مستوى.. ومشروعات خدمية.. ومنشآت تعليمية وصحية لمحدودى الدخل
ركبنا السيارة فى اتجاه مدينة أسيوط الجديدة، وفور عبورنا بوابة المدينة من على الطريق الصحراوى، «طريق الجيش»، وجدنا عمارات الإسكان الاجتماعى فى أبهى صورها على الجانب الأيسر للطريق وسط حركة معدات رصف الطرق العملاقة التى تعمل لإنهاء ازدواج الطريق فى اتجاه المدينة الجديدة، مروراً بقطع الأراضى التى طرحها جهاز المجتمعات العمرانية الجديدة، بمساحات مختلفة، وقد دبت فيها الحياة وسط الصحراء، حيث شرع المواطنون الذين حصلوا على قطع الأرض، فى البناء.
اللافت للنظر أن جميع المرافق، التى تضم الكهرباء وأعمدة الإضاءة والمياه والصرف الصحى، تم إنشاؤها فى قطع الأراضى قبل أن تدب فيها الحياة، فضلاً عن تنفيذ الطرق المزدوجة الواسعة وزراعة جانبيها بالأشجار حتى نهاية وحدات الإسكان الاجتماعى. وتتميز المدينة الجديدة بتخطيط مثالى، حيث تم تخصيص مساحة 32٪ من المدينة للوحدات السكنية و30٪ للطرق وخصصت 19٪ للخدمات، ووصلت المساحة الخضراء إلى 12٪ متضمنة إقامة متنزهات لقاطنى الوحدات، فضلاً عن البرجولات وإنشاء تدرج خرسانى على شكل جمالى أمام المنازل وسط الحدائق لجلوس السكان.
ولفت انتباهنا الهدوء الشديد وقلة عدد السيارات المارة بالشوارع، التى كادت تكون منعدمة، وأثناء الجولة فى شوارع هذا الحى دخلنا إحدى العمارات فى محاولة للحديث مع بعض السكان والوقوف على رأيهم ومدى رضائهم عن الخدمات المتوافرة، وإن كانت تواجههم مشكلات من عدمها.
والتقت «الوطن» أحد قاطنى وحدات الإسكان الاجتماعى فى المراحل السابقة، الذى تسلم وحدته، عبدالنبى محمد، موظف، قال: «الحمد لله ربنا رضى عنى وكرمنى ورزقنى بشقة فى مشروع الإسكان الاجتماعى، بعد 15 سنة عذاب وتعب فى السكن عند الناس بالإيجار، كنت بادفع 400 جنيه كل شهر إيجار، والمرتب أساساً مابيتبقاش منه حاجة عشان أصرف على أولادى أو أعلمهم كويس، الحقيقة الإيجار ده خراب بيوت».
وأضاف: «عندى 3 عيال وأمهم، كنت ساكن فى شقة أوضتين وصالة وحمام يدوبك يساع الواحد بالعافية شبه القبر بالظبط، والمطبخ كان فاتح على منور مكتوم، قررت أقدم فى مشروع الإسكان الاجتماعى اللى أعلنت عنه الدولة، واستلمت شقتى، والمكان هنا أمان جداً مفيش أى مشاكل ولا بلطجية ولا حرامية، والأمن موجود بشكل كبير جداً، أنا باسافر شغلى فى القاهرة 20 يوم وباسيب مراتى وأولادى ومفيش مشكلة، والحمد لله دلوقتى شقتى 3 أوض وصالة واسعة وحمام ومطبخ، التهوية حلوة والشوارع واسعة، أنا فعلاً بقيت حاسس إن اتكتب لى عمر جديد بعد ما استلمت الشقة الجديدة».
أحد السكان: «اتكتب لى عمر جديد بعد ما استلمت الشقة الجديدة».. ورئيس الجهاز: نعمل ليل نهار للانتهاء فى الموعد المحدد
بعد الجولة بالمدينة جاء دور المسئولين، حيث أكد المهندس أحمد عمران، رئيس جهاز تنمية مدينة أسيوط الجديدة، أن الوحدات السكنية التى يتم الحجز فيها حالياً بمشروع الإسكان الاجتماعى وعددها 7584 وحدة سكنية سيتم الانتهاء من تنفيذها 30 يونيو المقبل، بعد مجهود كبير قام به جميع العاملين بالمشروع من خلال العمل ليلاً ونهاراً دون الحصول على إجازات.
وقال «عمران» إنه تم الانتهاء من تنفيذ 2448 وحدة سكنية بالمشروع، وجارٍ التسلم الابتدائى من الشركات المُنفذة، كما يجرى تنفيذ 5136 وحدة أخرى، ضمن المرحلة الثانية بمشروع الإسكان الاجتماعى بمنطقة الـ266 فداناً، بالتوسعات الجنوبية الشرقية بالمدينة، فضلاً عن تسليم مستشفى بقوة 50 سريراً لجامعة أسيوط، بنظام نقل الأصول، بقيمة 21 مليون جنيه، وتم دعمه بمبلغ 10 ملايين جنيه من وزارة الإسكان، لتجهيزه بما يلزم وتشغيله فى أقرب وقت.
وأضاف «عمران» أنه تم الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال المرافق الرئيسية، (مياه، وصرف صحى، وكهرباء، وتليفونات)، كما تم ربط جميع العمارات على الشبكات الرئيسية (مياه، وصرف صحى، وكهرباء، وتليفونات)، موضحاً أنه يجرى تنفيذ أعمال الطبقة الرابطة الأسفلتية بمنطقة الـ266 فداناً. وحول المشاريع الخدمية التى يجرى تنفيذها بمشروع الإسكان الاجتماعى بالمدينة، أضاف رئيس جهاز تنمية مدينة أسيوط، أنه يجرى تنفيذ أعمال التشطيبات بـ3 حضانات ومدرسة للتعليم الأساسى 42 فصلاً، ويجرى تنفيذ مبنى مطافى، و5 أسواق صغيرة، كما تم إسناد تنفيذ مركز شباب مصغر ويجرى حالياً عمل الميزانية الشبكية والجسات، بجانب الانتهاء والتسليم الابتدائى لمبنى السوق التجارية، بالإضافة إلى التسلم الابتدائى لمبنى الوحدة الصحية.
وتابع: «جار أيضاً تنفيذ مشروع ازدواج طريق (الصعيد - البحر الأحمر)، بطول 22 كم، وبتكلفة 105 ملايين جنيه، ومتوقع انتهاؤه فى أغسطس 2016، وجار أعمال صيانة ورفع كفاءة الطريق الرابط بين مدينة أسيوط الجديدة بتكلفة 44 مليون جنيه، ورفع كفاءة إنارة طريق (أسيوط - أسيوط الجديدة)، بطول 10.5 كم بكشافات LED بتكلفة 1.7 مليون جنيه».
وأوضح أنه تم إسناد قطعة أرض بمساحة حوالى 20 فداناً، بالمنطقة الإقليمية لإقامة جامعة خاصة، وكذا قطعة أرض بمساحة حوالى 13 فداناً بالمنطقة الإقليمية لإقامة نشاط ترفيهى، كما يجرى حالياً تنفيذ فرع تابع لسلسلة «هايبر وان» بالمدينة.
وأوضح أن مجلس أمناء المدينة وافق على شراء طفطف «جرار + 2 عربية»، بمتوسط عدد ركاب 24 راكباً للنقل الداخلى بالمدينة، بالإضافة إلى أنه تمت الموافقة على تشغيل 20 «ميكروباص» (14 راكباً)، للنقل الخارجى بين مدينة أسيوط الجديدة ومحافظة أسيوط، موضحاً أنه يوجد حالياً 30 مينى باص للنقل الخارجى.
المدينة التى لها ثلاثة مداخل، الأول للمنطقة السكنية عن طريق القاهرة - سوهاج الصحراوى الشرقى، والثانى للمنطقة الصناعية على طريق الغردقة - أسيوط، والثالث للمنطقة الإقليمية وجامعة أسيوط على الطريق الصحراوى الشرقى، تتكون الكتلة الحالية بها من الحى السكنى الأول والثانى، ومنطقة الامتداد المستقبلى، ومركز المدينة، والمنطقة الصناعية، والمنطقة الإقليمية.
صناعياً، قال «عمران»، إن المدينة تضم 353 قطعة أرض بمساحات متنوعة بأنشطة (مصانع - مخازن - معارض - ورش)، تم تخصيص 168 قطعة منها، ويوجد بالمنطقة مبنى المخازن والورش لجهاز المدينة.