«الزمر»: كانت «ترعة» للخير.. وبقت «لعنة» للجميع
ترعة الزمر
الحديث عن التطوير لم ينقطع منذ سنوات، محاولات تنشيط وجهود مبذولة وسعى لتحسين الصورة، إلا أن حصاد «أعوام الفوضى» بعد ثورة 25 يناير ما زال يشكل تحديداً كبيراً، «ترعة الزمر» الممتدة من سوهاج إلى الجيزة واحد من هذه التحديدات التى انقلب حالها رأساً على عقب قبل 5 أعوام، لتتحول من مجرى مائى زراعى يستصلح من ورائها الأهالى أراضيهم الزراعية إلى مقلب قمامة كبير يجلب الأمراض والروائح الكريهة للجميع.
الأمراض تهاجم الأطفال
تجلت الكارثة بشكل أكبر ببولاق الدكرور فى عزبتى حرب وإمام، المطلتين على الترعة، تغطى القمامة على اختلاف مخلفاتها المجرى المائى للترعة بصورة لا تظهر منها المياه نهائياً، يقول إسماعيل فتحى، الذى يعمل نقاشاً وأحد سكان عزبة حرب فى بولاق الدكرور، إنه منذ ولادته فى هذه المنطقة، قبل حوالى 40 عاماً، لم ير هذا المنظر الذى يعانون منه على مدار أكثر من عام، دون أن يتحرك أحد: «ماشفناش الزبالة بالشكل ده إلا بعد 25 يناير، مش بسبب الثورة لكن بسبب الإهمال والتقصير والفوضى اللى حصلت»، بعد أن كانت مجرى لرى الأراضى المتعطشة، ومساحة لنزهات بعض الأهالى على ضفافها، أصبحت الآن «لعنة» كل الذين يسكنون أمامها، تهدد حياتهم وسلامتهم، محمد محمود، من سكان العزبة، يؤكد الأمر نفسه: «الناس عندها حساسية، والأمراض انتشرت نتيجة الناموس اللى بيقطع فى العيال الصغيرة، ومش قادرين نفتح الشبابيك، ولو حبينا نقعد بالليل شوية لازم نكون مغطيين جسمنا كله علشان الأمراض»، شكاوى عديدة تقدم بها الأهالى دون جدوى، دفعت بعضهم لردم أجزاء من الترعة ما تسبب فى توقف سريان المياه وزيادة الأزمة.
الخطط شىء والواقع شىء آخر، هذا ما ظهر من كلام اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة، الذى أكد أنه من المخطط ردم الترعة لخدمة مشروع الخط الرابع لمترو الأنفاق، واستكمال محور ترعة الزمر الذى يربط بين أكثر من منطقة وحتى مطار إمبابة: «بالنسبة لعزبة حرب فعدم ردم الجزء الذى أمامها يرجع إلى أنها منطقة عشوائية، ولا يوجد لدى الأهالى شبكة صرف صحى ليتم استخدامها للصرف مؤقتاً حتى تنتهى المحافظة من مشروع الإسكان الجديد ويتم نقل السكان»، «الهراس» أوضح أنه من المقرر إزالة المنطقة بالكامل، ونقل السكان فى أقرب وقت فور الانتهاء من تنفيذ الوحدات السكنية.